زوارنا اليوم


web counter

About Me

صورتي
الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد
الرياض, الرياض, Saudi Arabia
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

عدد زوار المدونة اليوم

إرشيف المقالات

حديث الذكريات

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2

السبت، 22 أبريل 2017

postheadericon المرأة و...الإفتاء(2)




سهيلة زين العابدين حمّاد  
السبت 4/22/2017م

  من المؤسف أنّ الوصاية المجتمعية الذكورية على المرأة منذ بداية الدولة الأموية إلى عصرنا الراهن حال دون وصول المرأة الفقيهة العالمة إلى  الإفتاء والقضاء إلّا ما ندر، فليس من المعقول وجود هذا الكم من الفقيهات العالمات اللاتي علّمن فقهاء ومنهم من أئمة المذاهب، أمثال الشافعي وأحمد بن حنبل وابن حزم، ولا يتصدرّن للفتوى والقضاء،

 بل نجد أحد الفقهاء تلقى العلم من نساء، ورفض أن تكون  إحدى شيخاته مفتية، كما نجد من الفقهاء اشترطوا الذكورة في ولاية القضاء مع عدم وجود  نص شرعي بذلك لإبعاد المرأة عن ولاية القضاء، وعندما ولّت أم الخليفة المقتدر العباسي(282- 320هـ)التي تولت زمام أمور الدولة لصغر سنه وصيفتها" ثمل"(ت: 315 هـ/928م) دار المظالم برصافة بغداد أي عيّنتها في منصب قاضي القضاة في الزمن المعاصر؛ إذ وجدت فيها الذكاء والعلم في أمور الدين.

                                               القاضية " ثمل"
 وقد استاء الناس من تعيينها غير أنّ القاضي أبا الحسن ابن الأشناني ساعدها في تخطي رفض الناس بإبراز ثقته بها. فبدأوا يثقون بها، وعندما رأوا قدرتها على الحكم بينهم توافد إليها الناس لتحكم بينهم، وخرجت التوقعيات وعليها خطها، وكان يحضر مجلسها القضاة والفقهاء والأعيان، بعض المؤرخين وعلماء الدين كالطبري(ت:310هـ) والذي عاصر ثمل القهرمانة في بغداد، كتب بأنّ “ثمل” قامت بمهمتها خير قيام، وبأنّ رفض الناس الأوّلي لتوليها القضاء تحوّل لاحقًا إلى محبة بسبب الإصلاحات التي قامت بها.
  ومن الطبيعي أن يكون البعض في ذاك العصر مستغربًا من نجاحها في مهمتها كقاضية فهناك من الرجال في ذاك الزمن لم يكونوا يريدون ممارسة المرأة لحقوقها التي منحها إياها الخالق جل شأنه، ويرون في أحكام ثمل :الشدّة، لأنّها تعدل بين الناس وكانوا يتوقعون منها أن تطلق سراح الكل، وأن لا تستطيع أن تقيم الحد لأنّها ليست رجلًا، ويعود هذا إلى موروثاتهم الثقافية التي تربوا عليها والتي كوّنت نظرتهم إلى المرأة، مثل القاضي أبو علي المحسّن بن علي التنوخي ذكر في كتاب “الفرج بعد الشدة” بأنّ “ثمل” كانت موصوفة بالشر والإسراف في العقوبة.
أمًا ابن حزم الاندلسي وضع تولي ثمل القضاء من ضمن أحداث اعتبرها من“ غرائب الدهر” في التاريخ الإسلامي، وممّا يثير الدهشة هذا الموقف من الفقيه ابن حزم، مع أنّه كان للنساء دور بارز في تثقيفه وتربيته؛ حيث علمنه القرآن الكريم والقراءة والكتابة والشعر وظلّ في رعايتهن حتى مرحلة البلوغ.
وتنحّت من عملها في عام (309هـ/ 922)

 ونلاحظ هنا أمران:
أولهما: أنّ امرأة هي التي عيّنت قاضية، فلو كان الأمر بيد رجل لما عيّنها، مع أنّها أثبتت نجاحها وتفوقها، وهذا سبب ندرة تولي المرأة القضاء والإفتاء لتحكّم الرجل في أمر توليها، وليس لعدم جدارتها، فإن كان فقيهات علّمن فقهاء ومن أئمة المذاهب ألا يجدر بهن أن يكنّ قاضيات ومُفتيات؟
ثانيهما: أنّ القاضي أبا الحسن ابن الأشناني ساعد القاضية "ثمل" في تخطي رفض الناس بإبراز ثقته بها، وكان يحضر مجالسها قضاة وفقهاء، ولو كان محرّم شرعًا ولاية المرأة للقضاء لما ساعدها القاضي الأشناني، ولما حضر مجالسها القضاة والفقهاء.
أمّا عن عدم قبول شهادة المرأة في الجنايات فهو لا يستند على نص شرعي، وإنّما مجرد اجتهاد من بعض الفقهاء تناقله وردده الآخرون، وأصبح كأنّه من الثوابت الشرعية، رغم أنّ فقهاء لم يأخذوا به مثل القائلين بالجواز المطلق لولاية المرأة للقضاء، وقد أخذت به دول إسلامية مثل المغرب وماليزيا واليمن الجنوبي قبل الوحدة اليمنية، والقاضيتان الأردنية والتونسية رشحتا لعضوية المحكمة الجنائية الدولية، ويلاحظ أنّ دولًا مثل المغرب وتونس واليمن التي أطلقت ولاية المرأة للقضاء تسود فيها المذاهب التي لا تجيزها على الإطلاق،

 لذا نأمل من الجهات صاحبة الاختصاص أن تُولِي أمر ولاية المرأة للإفتاء والقضاء عنايتها، لتشجيعها، وتنوير المجتمع بعلمها وفقهها، خاصة وأننا نجد بعض الدول العربية والإسلامية عيّنوا قاضيات يحكمن بين الناس، فمثلًا بدأ تعيين المرأة السودانية في القضاء منذ عام 1965م، وأصبح الآن لدى السودان حوالي 89 قاضية في الدرجات العليا.

Suhaila_hammad@hotmail.com
المصدر : جريدة المدينة http://www.al-madina.com/article/520143/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-(2)

0 التعليقات:

شهادات تقديرية

المواضيع الأكثر قراءة

كلمة الملك عبد الله في مجلس الشوري

أصداء المدونة

موقع محيط كتب على عليوة انشأت الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد الناقدة الادبية ورائدة الأدب الإسلامي والناشطة الحقوقية السعودية مدونة لها علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت إلى الدكتورة سهيلة زين العابدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك جزيل الشكر على هذه المدونة الرائعة فقد حفظتها عندي وسوف أطلع عليها بدقة وتفصيل لأن فيها كثير من المواضيع التي تهنمي في رسالتي. كما أن التوقيت كان رائعا فكان في اليوم الوطني وكما ذكرت فهو أيضا يوم المرأة السعودية فحقوق المرأة لا تؤخذ إلا بجهد وإصرار من المرأة نفسها. حق المرأة في الترشيح في مجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى هي بداية الطريق. ولك مني فائق شكري وتقديري، نجاة السعيد جميل جدا أيتها الرائعة وسأستمتع بزيارتها من وقت لآخر لأستفيد وأنتفع بجميل تعليقاتك وكتاباتك. اخوك حسين الحكمي مانشسر-بريطانيا غاليتي د.سهيلة اهنئك على هذا العطاء المستدام وهذه زكاة علم ينفع الله بك المجتمع و طلبة العلم جزاك الله الف خير، و انت نموذج مشرف للمرأة السعودية ، ونتمنى ان يزيد الله من أمثالك في مجتمعنا كما اود تهنئتك و جميع نساء بلدي بحصول النساء على بعض الحقوق بدخول المرأة كعضو في مجلس الشورى و المجلس البلدي . أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين تحياتي العطرة د.نائلة عطار السلام عليكم دكتورة سهيلة رغم انه لم استطع فتح المدونة على الوجه الاكمل فان انتاجك يحتاج ان يجمع في مثل هذه المدونة يستفيد منها الناس في داخل المملكة وخارجها خاصة بعد التشريعات الجديدة التي تعيد للمرأة حقوقها تسلم الأيادي والسلام نصر الدين دبجي • Mr. Nasreddine Djebbi • السلام عليكم و رحمة الله • • مبارك إن شاء الله هذا الانجاز... و الله لقد أدخلت السرور إلى نفسي بتلك القنوات التي استخدمتها أخيرا لنشر إنتاجك و لتتواصلي مع الناس. و هذا هو ياسيدتي من متطلبات العصر الحديث و لغة العالم الجديدة. • • عسى الله أن ينفعنا بها و يوفقك دائما لكل مافيه خير دنياك و رضا رب العالمين عنك • • تحياتي • إيمان

تكبير خط المدونة

+ + + + +

مداخلة الدكتورة سهيلة في مؤتمر الخطاب الإسلامي