زوارنا اليوم


web counter

About Me

صورتي
الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد
الرياض, الرياض, Saudi Arabia
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

عدد زوار المدونة اليوم

إرشيف المقالات

حديث الذكريات

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2

الخميس، 14 يونيو 2018

postheadericon زواج المجنون والمعتوه في مدوّنات الأحوال الشخصية (2)



د۔ سهيلة زين العابدين حمّاد
الخميس 14/6/ 2018م

بيّنتُ في الحلقة الماضية المواد الواردة في معظم مدونات الأحوال الشخصية للبلاد العربية التي قنّنت زواج المجنون والمعتوه، رغم تعارضها مع مواد الأهلية في الزواج، وتبيّن أنّ مدونات الأحوال الشخصية لمصر وتونس والجزائر، وموريتانيا لم تُقنّن زواج المجنون والمعتوه.
 وبعد ذاك العرض، هناك أسئلة تطرح نفسها بعد ذاك العرض، أولها:

هل زواج المجنون والمعتوه يتفق مع أحكام الزواج والأسرة في الإسلام؟
الزواج ميثاق شرعي بين رجل وامرأة غير مُحرَّم كل منهما على  الآخر  بنسب أو صهر أو رضاع،  قوامه السكن والمودة والرحمة، وكل منهما لباس للآخر، وغايته إحصانهما، وإنجاب ذرية صالحة لإعمار الكون، وإنشاء أسرة مستقرة على أسس تكفل للزوجين تحمل مسؤولياتهما الأسرية بمودة ورحمة وعشرة بالمعروف."
لقوله تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21](وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ )[النحل:72](هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)[البقرة:87]
 تتبيّن لنا أهداف الزواج من هذا التعريف، فغايته إحصان الزوجين من الوقوع في فاحشة الزنا، حماية لهما وللمجتمع من شيوع الفاحشة، وحفاظًا على الأعراض، وإنجاب أولاد شرعيين _  حفاظًا علـى بقاء النوع البشري -  يُربون في كنف أسرة مستقرة تقوم على أربعة أركان هي السكن والمودة والرحمة، والعشرة بالمعروف.
  هذا التعريف اجتهاد مني منبثق من القرآن الكريم، ولكن للأسف نجد فقهاءً عرّفوا الزواج، ونسبوه للشرع بقولهم:"الزواج شرعًا: عقد يتضمن إباحة الاستمتاع بالمرأة، بالوطء والمباشرة والتقبيل والضم، وغير ذلك. إذا كانت المرأة غير مَحرم بنسب، أو رضاع أو صهر." [ابن قدامة: المغني 6/ 445 ، كشاف القناع: 5/3.، مغني المحتاج: 3/ 123، الدرر المختار: 2/ 355-357، الشرح الصغي : 2/332.]
   هذا تعريف الزواج الذي استقيته من الآيات الكريمات المذكورة أعلاه، وفيه تتضح أحكام الزواج، فقد أكّد جل شأنه على السكن في الزواج، وجعل أركان الزواج السكن والمودة والرحمة، وأكدّ على هذه في قوله: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)ليشمل القرب والملاصقة والستر والتجميل والغطاء والوقاية من الحر والبرد، ومن كل ما يعترض حياتهما من عقبات وأزمات ليكون كل منهما للآخر بمثابة اللباس الذي يستره، ويقيه الحر والبرد، وهو كناية عن أن يكون كل منهما سترًا للآخر في السراء والضراء، فالزوجة ستر لزوجها، والزوج ستر لزوجته، وبهذا يرتفع بمشاعر الإنسان عن المستوى البهيمي في الوقت الذي يلبي فيه كل منهما متطلبات جسده، فكلا الزوجين بهذا المعنى أمانة في عنق الآخر يُسأل عنها يوم القيامة(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
  لذا جاءت تسمية عقد الزواج بالميثاق الغليظ(وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)، ومن هنا جاء الأمر بالعشرة بالمعروف.
  والغاية من هذا الزواج ليس لإرضاء رغبات الرجل وإرضاء شهواته بعقد شرعي فقط، كما عرّف فقهاء الإسلام الزواج، وإنّما لإرضاء رغبات الجسد لكل من الرجل والمرأة بعقد شرعي، وللمحافظة على النسل البشري ليتم إعمار الكون، وتحقيق الغاية العليا من خلق الخلق، وهي عبادة الخالق(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين)(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) 
فهل زواج المجنون والمعتوه تتحقق فيه هذه الأحكام؟
  هل يتحقق الإحصان للزوجة من زواجها بمجنون، أو معتوه؟
هل يتحقق السكن والمودة والرحمة لزوجة المعتوه والمجنون؟
وهل يتم إنشاء أسرة مستقرة تكفل للزوجيْن تحمّل مسؤولياتهما الأسرية بمودة ورحمة وعشرة بالمعروف؟
وهل الأب المجنون والمعتوه يستطيع مشاركة زوجته في تربية الأولاد وتوجيههم؟
وهل أسرة ربها مجنونًا أو معتوهًا تقدم أفرادًا صالحين للمجتمع؟
وهل الذين أباحوا زواج المجنون والمعتوه وقنّنوه في مدونات الأحوال الشخصية سألوا هذه الأسئلة، وإن سألوها ما هي إجاباتهم عنها؟
  إنّ إباحة زواج المجانين والمعتوهين فيه استهانة بنظام الزواج والكيان الأسري في الإسلام، وإن كان المبيحون له يقولون من حق هؤلاء ممارسة حقهم الفطري، فلا يُفكّرون أنّ ذلك سيكون على حساب حقوق الزوجة والأولاد، فأنت تُعطي حقًا للمعتوهين والمجانين، وتأخذ حقوقًا من زوجاتهم وأولادهم مقابل إعطائهم هذا الحق.
بقيت الإجابة عن هذا السؤال: لماذا الإصرار على زواج المجنون والمعتوه؟
هذا ما سأجيب عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
المصدر : جريدة المدينة http://www.al-madina.com/article/576304/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%88%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-(2)





0 التعليقات:

شهادات تقديرية

المواضيع الأكثر قراءة

كلمة الملك عبد الله في مجلس الشوري

أصداء المدونة

موقع محيط كتب على عليوة انشأت الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد الناقدة الادبية ورائدة الأدب الإسلامي والناشطة الحقوقية السعودية مدونة لها علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت إلى الدكتورة سهيلة زين العابدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك جزيل الشكر على هذه المدونة الرائعة فقد حفظتها عندي وسوف أطلع عليها بدقة وتفصيل لأن فيها كثير من المواضيع التي تهنمي في رسالتي. كما أن التوقيت كان رائعا فكان في اليوم الوطني وكما ذكرت فهو أيضا يوم المرأة السعودية فحقوق المرأة لا تؤخذ إلا بجهد وإصرار من المرأة نفسها. حق المرأة في الترشيح في مجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى هي بداية الطريق. ولك مني فائق شكري وتقديري، نجاة السعيد جميل جدا أيتها الرائعة وسأستمتع بزيارتها من وقت لآخر لأستفيد وأنتفع بجميل تعليقاتك وكتاباتك. اخوك حسين الحكمي مانشسر-بريطانيا غاليتي د.سهيلة اهنئك على هذا العطاء المستدام وهذه زكاة علم ينفع الله بك المجتمع و طلبة العلم جزاك الله الف خير، و انت نموذج مشرف للمرأة السعودية ، ونتمنى ان يزيد الله من أمثالك في مجتمعنا كما اود تهنئتك و جميع نساء بلدي بحصول النساء على بعض الحقوق بدخول المرأة كعضو في مجلس الشورى و المجلس البلدي . أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين تحياتي العطرة د.نائلة عطار السلام عليكم دكتورة سهيلة رغم انه لم استطع فتح المدونة على الوجه الاكمل فان انتاجك يحتاج ان يجمع في مثل هذه المدونة يستفيد منها الناس في داخل المملكة وخارجها خاصة بعد التشريعات الجديدة التي تعيد للمرأة حقوقها تسلم الأيادي والسلام نصر الدين دبجي • Mr. Nasreddine Djebbi • السلام عليكم و رحمة الله • • مبارك إن شاء الله هذا الانجاز... و الله لقد أدخلت السرور إلى نفسي بتلك القنوات التي استخدمتها أخيرا لنشر إنتاجك و لتتواصلي مع الناس. و هذا هو ياسيدتي من متطلبات العصر الحديث و لغة العالم الجديدة. • • عسى الله أن ينفعنا بها و يوفقك دائما لكل مافيه خير دنياك و رضا رب العالمين عنك • • تحياتي • إيمان

تكبير خط المدونة

+ + + + +

مداخلة الدكتورة سهيلة في مؤتمر الخطاب الإسلامي