زوارنا اليوم


web counter

About Me

صورتي
الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد
الرياض, الرياض, Saudi Arabia
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

عدد زوار المدونة اليوم

إرشيف المقالات

حديث الذكريات

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2

الخميس، 28 فبراير 2019

postheadericon لجوء المراهقات السعوديات و…غياب حوار الآباء مع الأبناء(1)




سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة يوم السبت الموافق 23/2/2019م

   من الأخطاء الكبرى في تربيتنا الأسرية غياب الحوار بين الآباء والأبناء، فللأسف الشديد نجد كثيرًا من الآباء والأمهات يحسبون أنّ تربية الأولاد قائمة على  إصدار الأوامر بِ" أفعل ولا تفعل" بدون نقاش ولا حوار، وقد يمنعون البنات من الخروج من البيت ظنًا منهم أنّهم بهذا المنع يحمونهنّ من الانحراف والانحلال، وفاتهم أنّهم
بهذا يجعلونهن فرائس سهلة للمنظمّات التي تتواصل معهن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لدفعهن إلى الإلحاد والعقوق والهروب من بيوتهن وبلدهن وطلب اللجوء إلى بلاد أخرى بمخطط مرسوم لهن من قبل تلك المنظمات، فلو كانت هناك علاقة صداقة بينهن وبين آبائهن وأمهاتهن، مع وجود بيئة مفتوحة للحوار بينهن وبين والديهنّ  تمكنهنّ  بدء حوار معهم أو مع أحدهم في أي وقت، وحل أي شيء، دون الخوف من العقاب، أو توجيه اللوم إليهم بسبب هذا الحوار، لما تمكنّت تلك المنظمات من عمل غسيل مخ لهن، ودفعهن للهروب وطلب اللجوء؛ لذا فحوار الآباء مع الأبناء حق من حقوق الأبناء على الآباء، ومن أهم أسس التربية السليمة، فلا تربية بلا حوار، فبالحوار يكتسب الطفل لغته، وهويته، وتتكون عقيدته وشخصيته وأخلاقياته وقيمه وسلوكياته، فهو حق من حقوقه الأساسية في البناء والتكوين، من هنا جاء قوله صلى الله عليه وسلم:" ما من مولود إلاَّ يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسَّانه"[ صحيح مسلم عن أبي هريرة].
    إنّ غياب الحوار داخل بيوتنا بين أفراد الأسرة الواحدة، بين الزوج وزوجته، وبين الآباء والأبناء، و بين الإخوة والأخوات مكّن تلك المنظمّات من اختراق بيوتنا، وعمل غسيل أدمغة لبعض أولادنا وبناتنا، وإيقاعهم في مستنقع الإرهاب، أو الإلحاد، ويعود هذا الغياب إلى عدم تنشئتنا لأولادنا بنين وبنات على ممارسة الحوار، لم نربهم  التربية الروحية والخلقية والوجدانية والعقلية والاجتماعية والنفسية التي يشكل الحوار القائم على الإقناع والاحترام أهم أسسها، بل منا مَن  رباهم بصيغة الأمر والنهي، والضرب والتخويف ، وتحريم النقاش .
   إنّ في ثنايا الحوار فوائد جمّة نفسية وتربوية ودينية واجتماعية وتحصيلية تعود على المحاور بالنفع كونها تسعى إلى نمو شامل وتنهج نهجًا دينيًا حضاريًا ينشده كثير من الناس، وقد أولى القرآن الكريم الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة والتربية، وجعله الإطار الفني لتوجيه الناس وإرشادهم؛ إذ فيه جذب لعقول الناس، وراحة لنفوسهم؛ لذا يعد الحوار بين الآباء والأبناء  ضرورة لغوية ودينية وعقدية وتربوية وخلقية واجتماعية ونفسية وإبداعية وأمنية ووطنيه، ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بالحوار اهتمامًا كبيرًا، وذلك لأنَّه يرى بأنَّ الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار.
 وتُلخص أهم أسباب غياب الحوار بين الآباء والأبناء في التالي:
·       ممارسة العنف ضد الأبناء من قبل الأبويْن أو أحدهما، والخلافات الدائمة بين الأبويْن.
وغياب الحوار بين الأبويْن، وانشغالهما في أعمالهما الخاصة، وترك رعاية الأطفال للخادمات والمربيات، وفقدان المصداقية بين الآباء وأبنائهم.
·         عدم إنصات الآباء إلى الأبناء، فالإنصات الى الأبناء أحد أبرز مقومات الحوار الفعال مع الأبناء، وبانعدامه ينعدم الحوار، ووجوده يغري الأبناء على الحديث، وما أقصده هنا هو الإنصات الواعي، ومشاركة الابن الحديث عن طريق هذا الإنصات العملي.
·       تحويل الآباء الحوار مع أبنائهم إلى أوامر، فإذا لم ينفذوها يتوقف الحوار معهم.
·       تصميم الأب على رأيه: لا يحب الأبناء أن يدخلوا في حوار يعلمون أنّ نهايته قسرهم على وجهة نظر معينة يصر فيها الأب على رأيه، وأنَّه هو الذي سينفذ في النهاية، فلا جدوى من النقاش؛ لذا ينبغي ان يكون الأب صبوراً، ويتعامل مع آراء أبنائه بهدوء، ولا ضير أن ينتهي إلى آرائهم إذا وجد فيها الصواب، ولم تلحق بهم الضرر.

للحديث صلة
المصدر : جريدة المدينة https://www.al-madina.com/article/616535/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-(1)






0 التعليقات:

شهادات تقديرية

المواضيع الأكثر قراءة

كلمة الملك عبد الله في مجلس الشوري

أصداء المدونة

موقع محيط كتب على عليوة انشأت الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد الناقدة الادبية ورائدة الأدب الإسلامي والناشطة الحقوقية السعودية مدونة لها علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت إلى الدكتورة سهيلة زين العابدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك جزيل الشكر على هذه المدونة الرائعة فقد حفظتها عندي وسوف أطلع عليها بدقة وتفصيل لأن فيها كثير من المواضيع التي تهنمي في رسالتي. كما أن التوقيت كان رائعا فكان في اليوم الوطني وكما ذكرت فهو أيضا يوم المرأة السعودية فحقوق المرأة لا تؤخذ إلا بجهد وإصرار من المرأة نفسها. حق المرأة في الترشيح في مجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى هي بداية الطريق. ولك مني فائق شكري وتقديري، نجاة السعيد جميل جدا أيتها الرائعة وسأستمتع بزيارتها من وقت لآخر لأستفيد وأنتفع بجميل تعليقاتك وكتاباتك. اخوك حسين الحكمي مانشسر-بريطانيا غاليتي د.سهيلة اهنئك على هذا العطاء المستدام وهذه زكاة علم ينفع الله بك المجتمع و طلبة العلم جزاك الله الف خير، و انت نموذج مشرف للمرأة السعودية ، ونتمنى ان يزيد الله من أمثالك في مجتمعنا كما اود تهنئتك و جميع نساء بلدي بحصول النساء على بعض الحقوق بدخول المرأة كعضو في مجلس الشورى و المجلس البلدي . أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين تحياتي العطرة د.نائلة عطار السلام عليكم دكتورة سهيلة رغم انه لم استطع فتح المدونة على الوجه الاكمل فان انتاجك يحتاج ان يجمع في مثل هذه المدونة يستفيد منها الناس في داخل المملكة وخارجها خاصة بعد التشريعات الجديدة التي تعيد للمرأة حقوقها تسلم الأيادي والسلام نصر الدين دبجي • Mr. Nasreddine Djebbi • السلام عليكم و رحمة الله • • مبارك إن شاء الله هذا الانجاز... و الله لقد أدخلت السرور إلى نفسي بتلك القنوات التي استخدمتها أخيرا لنشر إنتاجك و لتتواصلي مع الناس. و هذا هو ياسيدتي من متطلبات العصر الحديث و لغة العالم الجديدة. • • عسى الله أن ينفعنا بها و يوفقك دائما لكل مافيه خير دنياك و رضا رب العالمين عنك • • تحياتي • إيمان

تكبير خط المدونة

+ + + + +

مداخلة الدكتورة سهيلة في مؤتمر الخطاب الإسلامي