زوارنا اليوم
أقســـــام المقـــالات
- تصحيح الخطاب الإسلامي للمرأة
- تصحيح الخطاب الإسلامي
- حقوق الإنسان
- قضايا الأمة العربية والإسلامية
- قضايا المرأة
- كيف يتحقق الإصلاح
- قضايا الطفولة والشباب
- بحوث ودراسات ومقالات تاريخية
- رسائل ومقالات بعض الأدباء والمفكرين حول كتاباتي
- أدب ونقد
- معاركي الأدبية
- خواطر وخلجات نفس
- قصص من الواقع
- كلماتي في بعض المناسبات
- أنا وأدب الرسائل
- نقاشي مع متابعي التويتر وأصدقاء الفيس بوك
About Me
إرشيف المقالات
-
▼
2020
(38)
- سبتمبر (1)
- أغسطس (3)
- يوليو (2)
- يونيو (5)
- مايو (5)
- أبريل (7)
- مارس (6)
- فبراير (5)
- يناير (4)
-
◄
2019
(68)
- ديسمبر (9)
- نوفمبر (8)
- أكتوبر (5)
- سبتمبر (7)
- أغسطس (10)
- يوليو (3)
- يونيو (6)
- مايو (2)
- أبريل (3)
- مارس (5)
- فبراير (4)
- يناير (6)
-
◄
2018
(76)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (4)
- أكتوبر (7)
- سبتمبر (5)
- أغسطس (6)
- يوليو (4)
- يونيو (6)
- مايو (4)
- أبريل (6)
- مارس (9)
- فبراير (11)
- يناير (8)
-
◄
2017
(65)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (4)
- أكتوبر (8)
- سبتمبر (4)
- أغسطس (4)
- يوليو (4)
- يونيو (5)
- مايو (6)
- أبريل (8)
- مارس (4)
- فبراير (6)
- يناير (6)
-
◄
2016
(136)
- ديسمبر (7)
- نوفمبر (3)
- أكتوبر (8)
- سبتمبر (15)
- أغسطس (12)
- يوليو (13)
- يونيو (23)
- مايو (3)
- أبريل (7)
- مارس (11)
- فبراير (12)
- يناير (22)
-
◄
2015
(64)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (5)
- أكتوبر (5)
- سبتمبر (5)
- أغسطس (6)
- يوليو (5)
- يونيو (7)
- مايو (4)
- أبريل (6)
- مارس (5)
- فبراير (4)
- يناير (6)
-
◄
2014
(68)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (8)
- أكتوبر (10)
- سبتمبر (2)
- أغسطس (5)
- يوليو (3)
- يونيو (5)
- مايو (7)
- أبريل (5)
- مارس (4)
- فبراير (7)
- يناير (6)
-
◄
2013
(125)
- ديسمبر (7)
- نوفمبر (5)
- أكتوبر (9)
- سبتمبر (7)
- أغسطس (8)
- يوليو (10)
- يونيو (10)
- مايو (19)
- أبريل (10)
- مارس (5)
- فبراير (14)
- يناير (21)
حديث الذكريات
كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)
كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2
الثلاثاء، 14 أبريل 2020
كتاب قراءة متأنية في بعض المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية تأليف/ د. سهيلة زين العابدين حمّاد
كتاب قراءة متأنية في بعض المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية
تأليف/ د. سهيلة زين العابدين حمّاد
الجزء الأول
تابع لما قبله
في مادة الحديث
والثقافة الإسلامية المستوى الرابع في النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار
العلمي والإداري للعام الدراسي 2018/2019م درس تكريم الإسلام للمرأة وخطورة
الاختلاط في الصفحات 138-145، تحدّث معدو المنهج عن مراعاة تكوين المرأة الطبيعي في
التكليف، فذكروا بأنّ العاطفة الجياشة والإحساس الرقيق والتأثر السريع من الصفات الجِبِلٍّية
للمرأة جعل الله سبحانه تكليفها مناسبًا لصفاتها، فلم يكلفها بما لا تطيق، وقد
أسقط الإسلام عن المرأة بعض التكاليف كحضور صلاة الجمعة والجماعة والجهاد والنفقة
والصلاة والصوم حال الحيض والنفاس ..إلخ(ص 140)
وهنا
أقول: ما علاقة العاطفة الجيّاشة والإحساس الرقيق بإسقاط بعض التكاليف عن المرأة ؟
فهذان لا يقللان من أهليتها للتدين، وتلقيها
التكاليف الشرعية، فقد حملت أمانة الاستخلاف مع الرجل، وهي مكلفة مثله تمامًا، ومتساوية
معه في التكاليف والفرائض والعبادات، وفي
القصاص والحدود والتعزيرات، وفي الأجر والثواب، وقد بدأ الله تكليف الرجل والمرأة
منذ بدء الخليقة، فقد أشرك حواء وآدم
عليهما السلام فيما خاطبهما به أمرًا، أو ونهيًا، قال تعالى:(وَقُلْنَا يَا آدَمُ
اسكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدَاً حَيْثُ شِئتُمَا
وَلاَ تَقْرَبَا الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين) حين أنكر سبحانه
وتعالى ما كان من مخالفة أمره وجَّه الإنكار إليهما معًا، فقال تعالى:(وَنَادَاهُمَا
رَبُّهُما ألمْ أُنْهِكُمَا عن تِلكُمَا الشِّجَرة) [2]
وتأكيدًا لمسؤولية المرأة واستقلالها عن الرجل:
1.
كانت
بيعة النساء خاصة بهن دون بيعة الرجال تأكيداً، وأنَّهن مسؤولات أمام الله مسؤولية مستقلة عن مسؤولية الرجل، يقول تعالى:(يا
أيُّها النَّبيُّ إذا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلى أنْ لا يُشْرِكْنَ
باللهِ شيئاً…. فَبَايِعْهُنَّ...)[الممتحنة:12]
2.
نداءات القرآن
الكريم في سوره المكية والمدنية منها تشمل الرجال والنساء على حد سواء: يتكرر
النداء والخطاب في القرآن الكريم مخاطباً جميع الناس، مثل قوله تعالى:(يا أيها
الناس)(يابني آدم) نداء من الله لجميع بني الإنسان رجالًا ونساءً على اختلاف
أجناسهم وألسنتهم وألوانهم دون فرق بين ذكر وأنثى، أو أبيض وأسود، فالإسلام للناس
كافة(إنَّا أرسلناك للناس كافة) كما يتكرر النداء في قوله تعالى(يا أيها الذين
آمنوا)(مخاطبًا المؤمنين لا فرق بين ذكر وأنثى.
3.
آيات
القرآن الكريم توضح مساواة الرجال والنساء في التكليف بصورة عامة، منها:(إنَّ
المُسْلِمِينَ والمُسْلِمات والمُؤْمِنِين والمُؤْمِنات …)
[3]فقد
ساوى الله عزَّ وجل بين الرجال والنساء في الصفات الإيمانية، والنتائج المترتبة
عليها.
4.
الدعوة
إلى الله واجبة على الرجل والمرأة بصريح الآيات:كقوله
تعالى:(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالمعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ) [4][آل
عمران: 104] (والمُؤْمِنُون والمُؤْمِنات بَعْضُهُم أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكر ويُقيمون الصَّلاة وَيُؤْتُونَ الزَّكاة
وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُوُلَهُ أُوُلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ الله إنَّ اللهَ عَزِيزٌ
حَكِيم) [5]،
كما نجد في هذه الآية منح الله المرأة حق الولاية مثلها مثل الرجل.
5.
قيامها
بالفرائض والنوافل:
فرض الله العبادات المحددة، وهي الصلاة
والزكاة والصوم والحج على الرجل والمرأة معًا إذا استوفى كل منهما شروط الفرضية، فالإسلام
لم يفرق بين النساء والرجال في افتراض هذه العبادات، كما أنّه لم يمنعهما من أداء
النوافل المتصلة بها.
ولكن لكل منهما مهمته في الحياة ،وخلقه الله بالكيفية
التي تؤهله للقيام بها ليتم عمار الكون، ومهمة المرأة مكملة لمهمة الرجل، وبحكم مهمتها الفطرية التي
كلفها الله بها، وهي الحمل والإنجاب ترتب عليها اختلاف المرأة عن الرجل في الجهاز
التناسلي، وما يترتب على ذلك من تغيرات فسيولوجية طبيعية كالحيض والنفاس تؤدي إلى
إسقاط الصلاة والصوم عن المرأة في فترة الحيض والنفاس، ولكن لا يسقطان عنها فريضة
الصوم، كما خفف عنها وجوب صلاة الجُمع والجماعة رأفة بها وبصغارها -وليس لرقة
مشاعرها - ، وهذا لا يغير من أصل التكليف للفريضة.
فالصلاة مفروضة على المرأة مثلها مثل الرجل تمامًا
لعموم قوله تعالى(إنَّ الصلاةَ كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا) [6]
أمّا عن قولهم سقوط الجهاد عن المرأة لرقة مشاعرها،
فقول لا صحة له ۔ فإذا دهم العدو بلد المسلمين، يجب الجهاد على كل قادر رجلاً كان أم امرأة لقوله
تعالى(انفروا خفافًا وثقالًا) (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ
لَّكُمْ) فالخطاب على العموم يشمل الذكور والإناث، ويؤيد هذا مشاركة بعض الصحابيات
رضوان الله عليهن بالقتال في العهد النبوي، مثل موقعة أحد. [7]
عند
حديث معدي المنهج عن حق التملك والتصرف فيه(ص140)، قالوا:" فللمرأة حق تملك
صداق نكاحها والتصرّف فيه، لذلك أمر الله بدفع المهر لها، فقال تعالى:(وَآتُوا
النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)[8]
، كما أنّ لها حق تملّك الإرث، قال سبحانه:(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا
مَّفْرُوضًا) [9]
وهنا نجدهم قد تجاهلوا تمامًا حق المرأة العام
في التملك، وحق التصرّف فيما تملكه من بيع وشراء، وإيجار وتأجير، ورهن ووقف وهبة وقرض
وإقراض، ووصية، مثلها مثل الرجل تمامًا،
وعدم قصر حقها في التملك على المهر والإرث، ونلاحظ هنا قصر حقها في التصرّف في
المهر فقط، ولم يقل لها حق التصرّف في إرثها، ممّا يدل أنّ معدي المنهج غير ملمين
بحقوق المرأة المالية في الإسلام، أو متجاهلينها!!!
وعند حديثهم عن العناية والاهتمام بالمرأة في
أحوالها كلها، قصر العناية بالبنت والنفقة عليها في صغرها فقط، فقالوا:" عند كونها
بنتًا عظّم الأجر برعايتها والنفقة عليها في صغرها"(ص140)، وكأنّهم بهذا أعفوا
أبوها من الالتزام بنفقتها في كِبرها!كما نجدهم تجاهلوا الأخت ومسؤولية العناية بها
والإنفاق عليها يُدخل الجنة مثلها مثل الابنة، كما تجاهلوا حديث الأم أحق الناس
بالصحبة عند حديثهم عن تكريم المرأة كأم!
وعند حديثهم عن شخصية المرأة في الإسلام قالوا
بأسلوب ركيك:" كرّم الإسلام المرأة، واعتبر لها شخصية تميزها عن غيرها، وذلك
بأن أمر الإسلام بحجابها، بأن تغطي جميع جسمها عن الرجال الأجانب عنها، وحرّم الإسلام
خلوة الرجل غير المحرم بالمرأة، وجعل مكان المرأة بيتها"، وحدّدوا مجال عملها
في تدريس وتطبيب بنات جنسها، ورعايتهن اجتماعيًا، والقيام بحق زوجها وتربيتها لأولادها،
وعند خروجها من منزلها ينبغي أن تلتزم بآداب الخروج، ومنه محافظتها على حجابها
وسترها، وحشمتها ووقارها، وألّا تخرج إلّا للحاجة وتخرج غير متعطرة، ولا متزينة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنّ المرأة إذا استعطرت
فمرّت بالمجلس، فهي كذا وكذا" يعني زانية. كال ذلك لأجل ألّا يجد الشيطان مدخلًا لقلبها، أو قلوب الرجال".
أسأل:
وماذا عن تعطّر الرجل ألا يجد الشيطان مدخلًا لقلبه، أو قلوب النساء؟
والذي نلاحظه أنّهم غفلوا
تمامًا شخصية المرأة في الإسلام، وحصروها في الدائرة التي يُريدونها لها، وليس ما
يريده لها الإسلام، متجاهلين شخصيتها المستقلة ذات المواقف الإيجابية تجاه قضايا
أمتها، ومشاكل مجتمعاتها دون أن تخلع
حجابها، أو تُدنس عرضها وشرفها، فكانت أول من اعتنق الإسلام سيدة "خديجة بنت
خويلد رضي الله عنها"، كما صمدت في سبيل الحفاظ على دينها وعقيدتها حتى الاستشهاد،
ولقد ضربت لنا السيدة سمية أول شهيدة في الإسلام أروع مثل في الثَّبات، كما تحمَّلت أذى الحصار في شعب أبي طالب الذي فرضه كفَّار قريش على الرسول صلى الله
عليه وسلم وبني هاشم على مدى ثلاث سنوات، وهاجرت
مع المهاجرين إلى الحبشة، وشاركت في بيعة العقبة الثانية، وهاجرت إلى المدينة، وبايعت
الرسول صلى الله عليه وسلم، كما
شاركت في القتال، فبعض النساء كن يحضرن المعارك الحربية مع أزواجهن، أو أبنائهن، وكن
يداوين الجرحى ويصنعن الطعام ويقمن على المرضى، وبعضهن كان يشارك في القتال عندما
تضطرهن ظروف المعركة، ومنهن نسيبة بنت كعب"أم عمَّار"، أول ممرضة في
الإسلام التي دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم في موقعة أحد عندما انصرف أكثر
الرجال إلى الغنائم بعد هزيمة المشركين، كما فقدت يدها اليسرى في حرب الممتنعين عن
دفع الزكاة، وقال سيدنا أبي بكر رضي الله عنه "لقد سبقتها يدها اليسرى إلى
الجنة"، وصفية بنت عبد المطلَّب التي كانت ضمن النساء في موقعة الخندق" الأحزاب"،
وقد أمر الرسول صلى الله عليه النساء بأن يقمن في حصن حسَّان بن ثابت، فجاء أحد اليهود، وحاول اقتحام
الحصن فأبصرته السيدة صفية، وطلبت من حسَّان قتله، فقال: لستُ لهذا، فنزلت من
الحصن وداهمت اليهودي بعمود حديدي وقتلته[10]
وأعقاب هزيمة المسلمين يوم أحد حملت رمحًا في يدها تضرب وجوه المنهزمين وتقول لهم:
"انهزمتم عن رسول الله" [11]
والأمثلة كثيرة[12]،
منها:
1.
توليها
الحسبة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه(الشفاء من بني عدي)
2.
ا نظارة
وقفه(حفصة بنت عمر رضي الله عنهما(.
3.
توليها الحكم
في بعض الولايات الإسلامية في بعض العصور،.
4.
تلقيها
العلم العلماء وإجازتها لبعضهم وتعليمها لهم، ونبوغها في علوم الفقه والحديث والطب
والفلك والرياضيات وعلوم الفضاء، إضافة إلى ما
قدّمته من إسهامات، وما حقّقته من إنجازات في بناء الدولة الإسلامية وحضارتها
ونهضتها العلمية.
وممَّا
يميز المرأة المسلمة في العهدين النَّبوي والرَّاشدي إسهامها في بناء الدولة
الإسلامية، ومشاركتها في الحياة العامة، وممارستها روايتها للحديث لمختلف المهن تمسكها
بما أعطاها الإسلام من حقوق، وعدم تفريطها فيها، ولعل موقف الفتاة التي زوجها
أبوها من ابن أخيه ليرفع به من خسيسته دون علمها، وذهابها إلى الرسول صلى الله
عليه وسلم ،وإخباره كيف تجاوز أبوها حدود قوامته عليها وتعدى على حق شرعي منحه لها
الإسلام ،يبين لنا ملامح هذه الشخصية، وكذلك موقف أم هانئ رضي الله عنها عندما
أراد أخوها علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه التعدي على حق شرعي لها، فرغم عظم
مكانته عند الرسول صلى الله عليه وسلم شكته إليه دفاعاً عن حق لها، ولم تتنازل
عنه.
أمّا عن حديث "إنّ المرأة إذا استعطرت
فمرّت بالمجلس، فهي كذا وكذا" يعني زانية، فهو حديث:
1. يُخالف قوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ
مَسْجِدٍ) [13]
فالخطاب هنا لبني آدم يشمل الذكور والإناث، والطيب من الزينة، فكيف يُباح للرجال
ويُحرّم على النساء، إن كان الهدف من التحريم ما ذكره معدو المنهج، فما ينطبق على
النساء ينطبق على الذكور أيضًا؟
2. يناقض ما أخرجه أبو داود في سننه: حدثنا الحسين بن الجنيد
الدامغاني(ثقة) حدثنا أبو أسامة(حماد بن أسامة، ثقة ثبت)قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي(جيد)
قال حدثتني عائشة بنت طلحة (ثقة حُجة)أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها, حدثتها قالت: «كنا نخرج
مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، فنضمد جباهنا بِالسُّكِّ الْمُطَيَّبِ عند الإحرام.
فإذا عرقت إحدانا، سال على وجهها. فيراه
النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها» [14]ولستُ
أدري لماذا خطابنا الديني المفسّر من قبل البشر مصر على تحريم الطيب على المرأة، وقصره
على الرجل، والحكم عليها أن تسير ورائحة عرقها تؤذيها، وتؤذي من يسير أو يجلس بقربها، وفي صفوف المصليات في
المساجد، وفي نفس الوقت إباحته فقط للرجال في كل الأوقات؟
وعند حديثهم عن أضرار الاختلاط، قالوا:"
ممّا سبق عرفنا تميز المرأة في الإسلام بشخصيتها التي أرادها الله لها، ولذلك ما
أن تختل هذه الشخصية إلّا وتقع أضرار ومفاسد كبرى، ومن أهم الوسائل المؤدية لاختلال
هذه الشخصية اختلاط المرأة بالرجل الأجنبي عنها- أي غير محرمها– اختلاطًا يكون فيه
خلوة بينهما من غير محرم معها، وهذا الاختلاط وقعت فيه المرأة في كثير من البلاد
في الشرق والغرب، فتعرّضت للفساد، وامتهن عرضها، ثمّ استعرضوا أضرار ما أسموه
بِ" الاختلاط المحرّم" [15]
نجدهم
خلطوا بين خلوة المرأة برجل أجنبي عنها المُحرّمة وبين الاختلاط المباح الذي هو من الطبائع البشرية
والفطرة الإنسانية، فأنت لا تستطيع أن تفصل بين الذكور والإناث في الطواف حول الكعبة،
والسعي بين الصفا والمروة، وفي أداء جميع مناسك الحج، كما لا تستطيع الفصل بينهم
في الأسواق، والأماكن العامة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يُحرِّم لقاء الرجال
بالنساء، ولا دخول الرجاء بيوت الغائبين « المسافرين، وإنَّما أكَّد على تحريم الخلوة
بالمرأة من غير المحرم التي غاب زوجها عن بيتها، وظلَّت الإباحة للقاء،
فقال:" لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلاَّ ومعه رجل أو رجلان"،
فأكـــد على تحــــريم الخلوة، وأبـــقـــى أصــــل إباحــــة اللقـــاء، فوضع
الضابط دون أن يمنع. وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يخلون رجل بامرأة إلاّ مع
ذي محرم" يشير إلى جواز لقاء المرأة بالرجل الأجنبي عنها في حضور محرم لها، أو
عدد من الرجال.
وهناك آيات
قرآنية تجيز مشاركة النساء الرجال في المجالس والمنتديات العلمية مثل آيتي
المباهلة والمداينة.[16]
****
أوّل ما
استوقفني في درس" عمل المرأة" في مادة الفقه للسنة الثالث ثانوي للفصل
الدراسي الثاني للعام الدراسي 2018/ 2019 ما ورد نصّه في صفحة 75الآتي:
الأصل في عمل
المرأة ووظيفتها الأولى إدارة بيتها، وتدبير شؤون منزلها، ورعاية أسرتها، وتربية
أولادها وحُسن تبلعها لزوجها، ونجد معدي منهج الحديث والثقافة الإسلامية للمستوى
الرابع، النظام الفصلي للتعليم الثانوي، المسار العلمي والإداري صفحة (142) في درس
تكريم الإسلام للمرأة وخطورة الاختلاط قصروا عمل المرأة في الميادين الخاصة بها،
كتدريس النساء وتطبيبهن ورعايتهن اجتماعيًا، ونحو ذلك بالضوابط الشرعية، مستدلين بحديث"
والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن
رعيتها" ولستُ أدري ما علاقة تحديد مجالات عمل المرأة بهذا الحديث؟
على العموم ما ورد
في هذيْن المنهجيْن عن عمل المرأة لا يتفق مع دور
المرأة المسلمة في بناء الدولة الإسلامية
وحضارتها منذ قيامها عبر عصور مختلفة، ولا يتفق مع تمكينها الذي يشكل أهم أهداف
رؤية المملكة 2030 حتى أصبح شعارًا أساسيًا لها، لإعادة لها دورها الذي منحها
إيّاها الإسلام، وسلبته منها عصور الجهل والظلام، والذي حمل فكروها معدو هذه
المناهج!
فالمرأة طبقًا للرؤية عنصر مهم من عناصر قوة المجتمع، والتنمية والبناء
الاقتصادي والاجتماعي لا تكتمل إلا بمشاركتها، وتنمية مواهبها، واستثمار طاقاتها
وتمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وتوفير مناخ آمن وخدمات تسهل عليها القيام
بواجباتها الوطنية.
وممّا لا شك فيه أنّ هذه الرؤية تعيد للمرة دورها الذي ساهمت به في بناء الدولة
الإسلامية وحضارتها منذ قيامها عبر عصور مختلفة، فقد بايعت على عقد تأسيس الدولة
الإسلامية في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وهاجرت مع المهاجرين إلى الحبشة
والمدينة المنورة، وساهمت في قتال المشركين، وتلقت الضربات في موقعة أُحد عن
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فرّ الرجال(أم عمارة نسيبة بنت كعب)وشاركت في
الدفاع عن الدولة الإسلامية في ميادين القتال، وتطبيب وتمريض الجرحى، وكانت رُفَيْدَةُ بنت
سعد الأنصارية رضي الله عنها صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ.
كما مارست مختلف المهن منذ عصر
النبوة، وعصور متعاقبة، ولم يقل لها الرسول ألزمي بيتك لخدمة زوجك، فمن الجانب
المُعتّم عليه في حضارتنا الإسلامية من قبل المؤرخين، وعلماء الحديث والفقه المعاصرين
مدى إسهام المرأة المسلمة في النهضة العلمية في مختلف العلوم في مختلف العصور، وهو
تعتيم مُتعمّد ليستأثر الرجل بكل العلوم، وليستمر إقصاءه للمرأة، وفرض الوصاية
المجتمعية عليها بتحديد ما تتلقاه من علوم، وما تعمله من أعمال، فبعد أن كان للمرأة
حضور في المجتمع الإسلامي منذ اللحظة الأولى لظهور الإسلام، فكانَتْ تتعلَّم من
الرجال والنساء وتُعَلِّمهم، وترحل لطلب العلم، ويقصدها الطلاب لأخذ العلم عنها، كما
كانت تُصنِّفُ الكتب، وتُفْتِي، وتُستشار في الأمور العامَّة، ولم تَكُنْ حبيسةَ
منزِلٍ أو حجرة، أو أسيرةً في مهنة معيَّنة، بل كان المجال مفتوحًا أمامها تظله
الشريعة الغراء، ويرعاه العفاف والطهر- ولم يكن للغرب أي تأثير آنذاك - إلى أن تمّ تهميشها في القرن العاشر الهجري حتى بلغت
نسبة الأمية بين النساء المسلمات في عصرنا الحاضر(66%)
لقد اكتشفت دراسات معاصرة للعصور الأولى للوحي
إسهامات ثمانية آلاف امرأة في كل العلوم الإسلامية كالحديث والتفسير والفقه.[ Akram Nadwi, «
the muhaditates , introduction d’une
encyclopédie de 40 volumes qui sera produite par l’université d’Oxford.]
وقد ذُكِرت إسهاماتهن في كتابات المحدثين القدامى
أمثال كتاب" الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر الذي أورد مشاركة أزيد من خمسمائة امرأة،
وكذلك في فترة الوحي حيث أسهمت النساء الصحابيات المبايعات التشييد السياسي
للمدينة، ويعتبر ابن حجر من القليلين الذين ألفوا كتابًا عن حياة أكثر من مائة
وسبعين امرأة عالمة مشهورة في القرن الثامن، كان أغلبهن من المتخصصات في الحديث
وأصبح عدد كبير من شيوخه منهن. وقد أبرز أهمية عدد كبير من هؤلاء النساء اللواتي
أصبحن مرجعًا لا غنى عنه في علم الحديث في عصرهن، من بينهن جوهرية بنت أحمد وعائشة
بنت عبد الهادي اللتان كان يفد إليهما الطلبة من أقاصي الأرض لقراءة الحديث عليهما،
وأنّ أهم جامعي الحديث في القرون الأولى حصلوا على الإجازات في الحديث عن النساء
المحدثات. علما أنّ كل جامع كبير لمؤلف ما كان تحت سلطة أكاديمية مباشرة للنساء(شيوخ)
فكثير من النساء العالمات بالسنة كانت لهن مجالسهن العامة حيث يعلمن ويعطين دروسًا
في الحديث للطلبة الذين يحصلون على إجازاتهم مباشرة من النساء..[19]
فهم بقصرهم تدريس النساء وتطبيبهن ورعايتهن
اجتماعيًا، ونحو ذلك بالضوابط الشرعية قد تجاهلوا تمامًا الفقيهة والمُحدِّثة
والمفتية، التي كان يَقْصِدُها طلاب العلم، ويأخذ عنها بعض أساطين العلماء، وتفتي
في بعض الأمور التي تخص عامة المسلمين، ومن كنّ يعقدن مجالس العلم في كبريات المساجد الإسلامية، ويحضُرها
الطلاب من الأقطار المختلفة، وقد عُرف عن بعض الفقيهات والمحدثات المسلمات أنَّهن
أكثَرْنَ من الرحلة في طلب العلم إلى عدد من المراكز العلمية في مصر والشام
والحجاز، حتَّى صِرْنَ راسخاتِ القَدَم في العلم والرواية، وكان لبعضهن مؤلفات
وإسهامات في الإبداع الأدبي، ومنهن السيدة نفيسة بنت الحسن المولودة بمكة سنة
145هـ نشأت بالمدينة حيث درست بها في شبابها في كبريات حلقات العلماء في عصرها،
وفي حضن المسجد النبوي، وحضرت خلال تلقيها للعلم لحلقات الإمام مالك بن أنس، وقد تتلمذ عليها اثنان من كبار العلماء
المسلمين في العالم، الشافعي وابن حنبل؛ إذ كانوا يحضرون مجالسها، وهاجر بنت
محمد درّست المفسر الكبير جلال الدين السيوطي رسالة الإمام
الشافعي، وشهدة بنت الأبرة العالمة الكبيرة في الحديث التي درّست علماء كبار كابن
الجوزية وابن قدامة المقدسي، وأم حبيبة الأصفهانية التي يذكر المنذري أنّ هذه
العالمة أجازته، ومن شيخات الإمام ابن تيمية أم الخير ستُّ العرب بنت يحيى بن
قايماز بن عبدالله، التاجية الدمشقية، وأمُّ العرَب، فاطمة بنت أبي القاسم بن
عساكر، روَى عنها الحديث، وأم أحمد، زينب بنت مكي بن علي بن كامِل الحرَّانية،
يزدحم الطلبةُ عليها؛ لعلمها وصلاحها، روت المسند كله، وأمُّ محمَّد زينب بنت أحمد
بن عمر بن كامل، تفرَّدتْ وارْتحل إليها الطلبة.
وفي صفحات مشرقة من تاريخ المرأة
المسلمة المُعتّم عليه من قبل المؤرخ العربي المُعاصر نساء مسلمات نبغن في علوم
الفلك والرياضيات والفقه في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، فمنهن من تولى
الإفتاء، ومنهن من أصبح مديرة مكتبة، في وقت نجد في زمننا هذا من يرفض تولي المرأة
منصب الإفتاء، ويُقصر عملها في مجالات محدودة، فنجد مثلًا:
- عالمة الفلك فاطمة المجريطية، وهي
ابنة عالم الفلك الأندلسي العظيم مسلمة، بدأت رحلتها العلمية عندما وجد أباها
ذكاءها واهتمامها بالعلوم الفلكية، واهتمامها بالرياضيات فدربها وعلّمها، وعملت
معه على التحقيقات الفلكية والرياضية، وقاموا سويًا بتحرير وتصحيح “الجداول
الفلكية للخوارزمي”والتي ما تزال موجودة إلى اليوم في مدريد حيث قاما بضبطها
بحيث تتناسب مع خط الزوال الذى يعبر فوق مدينة قرطبة بالذات، كما عملت مع
والدها على تصحيح التقاويم وحساب مواضع الشمس والقمر والكواكب بشكل دقيق،
ووضع جداول لعلم الفلك الكروى، وحساب الكسوف والخسوف، ثم انفردت بالبحث
العلمي، وقامت بكتابة عدة كتب سميت بتصحيحات فاطمة،وتعرف فاطمة في العالم
الغربي بأنّها أول عالمة فلك في الأندلس، وقد قال عنها المستعرب الإسباني“مانويلا
مارين” المتخصص في تاريخ الأندلس وأعلامه":إنّها
إحدى ألمع النساء الأندلسيات اللاتي ساهمن في صناعة التاريخ"
- مريم الجيلية الاسطرلبية عالمة بعلوم الفضاء(
944- 967م) عملت في مجال العلوم الفضائية في بلاط سيف الدولة، ولبراعتها
ودقتها قام الحكام بتكليفها عدة مرات لصناعة اسطرلابات لهم وقامت أثناء هذه
الفترة بتحسين آلة الإسطرلاب، وكانت تحل المسائل المتعلقة بأماكن الأجرام
السماوية، مثل الشمس والنجوم، والوقت أيضًا.
- لبنى القرطبية(ت:374ه/984م): نحوية وشاعرة وقد
عدها السيوطي في طبقات اللغويين والنحاة، وكانت أيضًا عالمة رياضيات ومدونة الخليفة
الحكم المستنصر بالله، وكان يثق فيها كثيرًا حتى أسند لها التوقيع عنه، ولكنّها
لم تكتف بالتدوين، بل كانت تعدل الأخطاء التي تجدها في الكتب، وكانت تجد حلولًا لأصعب العمليات الرياضية.
ولها الفضل في إنشاء المكتبة الشهيرة في مدينة الزهراء. وقد عينها الخليفة مديرة
أمور المكتبة الملكية، وكانت المكتبة في هذه الوقت تضم أعداد هائلة من الكتب
فوق ال500 ألف، ومن أهم المكتبات في العالم بذاك الوقت.[20]
رغم كل هذه الإنجازات والإسهامات
للمرأة المسلمة في مختلف العصور والبلدان نجد معدي مناهجنا الدراسية مصرون على إقصائها من
المشاركة في الحياة العامة بقصر مجالات عملها في تطبيب وتمريض بنات جنسها ، وتقديم
الخدمات الاجتماعية لهن، وربط هذا العمل بإذن الزوج وموافقته، أو بإذن الولي، وأدلتهم
في ذلك، آية( وقرن في بيوتكن) ، وهذا
استشهاد ليس في محله، فالآية خاصة بأمهات
المؤمنين رضوان الله عليهن، وليس لعموم النساء؛ إذ اقتطع معدو المنهج الآية من
سياقها ليجعلوا الآية تلزم عموم النساء القرار في بيوتهن، وعدم خروجهن للعمل، فعند
الاستشهاد بآية يجب عدم تجريدها من سياقها ليستقيم فهم الآية فهمًا صحيحًا، فإذا
أعدنا قراءة الآية طبقًا لسياقها نجد أنّ إلزام القرار في البيت خاص بنساء النبي
رضوان الله عليهنّ(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ
مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرًا. وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ
صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا. يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا .وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ
الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [21] واضح من السياق
أنّ الخطاب في الآية لأمهات المؤمنين التي توضح خصوصيتهن.
البعض
يقول إن كان أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن ملزمات بالقرار في بيوتهن فمن باب أولى
أن يلتزم بهذا سائر نساء الإسلام، وأقول هنا لو كان هذا الإلزام يعم النساء أجمعين
لجاء الخطاب الإلهي بذلك، ولما قصره على نساء النبي صلى الله عليه وسلّم فالله الخالق الأعلم بشؤون خلقه، وتدبير شؤون
الكون، وبما زوّد خلقه ذكورًا وإناثًا بقدرات ومهارات لعمارة الكون وخدمة البشرية،
وقد زوّد الله الإناث بقدرات ومواهب ومهارات تُفيد البشرية وتطوّرها، وإلزام
المرأة القرار في بيتها يؤدي إلى حرمان البشرية ممّا ستقدمه المرأة للبشرية من
إنجازات واكتشافات علمية؛ لذا فلقد حمّل الله المرأة أمانة الاستخلاف مثلها مثل
الرجل لعمارة الكون، هذا من ناحية ومن
ناحية أخرى فإنّ الحكم على المرأة بالحبس
في بيتها، ولا تخرج منه إلّا للضرورة وبإذن زوجها، وإلزامها بالتفرّغ لخدمته، يخالف
ما أجمع عليه جمهور الفقهاء بأنّ خدمة
الزوج لا تجب على الزوجة، و قصر مجالات عملها
إن اضطرّت للخروج للعمل في تدريس وتطبيب بنات جنسها وتقديم الخدمات الاجتماعية لهن،
يتنافى مع عدل الله، فهو اجتهاد بشري من بعض
الفقهاء دون الاستناد على نص شرعي من القرآن والسنة الصحيحة، ويتنافى مع ما مارسته
المرأة المسلمة من مهن وما حققته من إنجازات علمية في مختلف العلوم من عصر النبوة، وعصور متعاقبة، ويتنافى أيضًا مع
رؤية المملكة 2030، فما أورده معدو المنهج فيه ظلم للمرأة، ويحرمها من العيش حياة
كريمة مع الحفاظ على كرامتها برهن حياتها ومستقبلها بموافقة أب قد يتوفى في أية
لحظة، أو يتزوّج بغير أمها، وتمنعه زوجه من الإنفاق عليها، حتى الأخ لم يلزمه معدو
المنهج بالإنفاق عليها، أو يعلق مستقبلها بزوج قد يطلقها في أي وقت، ويقذف بها في
الشارع بلا مأوى، ولا نفقة، وقد يهجرها، أو يتزوّج عليها، ويتركها كالمعلقة، ولا
يُنفق عليها ولا على أولادها، أو قد يُصاب بمرض عضال، ولا يستطيع العمل، أو يتوفى في
مقتبل العمر، ولم يترك ما يساعدها وأولاده على ما يعيشهم، فيعيشون في فقر وضنك على
صدقات المحسنين والضمان الاجتماعي، بينما لو مُنحت حق اختيار التخصص العلمي الذي
تريد ومجال العمل الذي يتناسب مع قدراتها ومهاراتها ومواهبها لاحتلت مكانة
اجتماعية مرموقة، وربما كانت عالمة ومخترعة، أو في منصب قيادي رفيع نفعت البشرية،
وعاشت حياة كريمة بعزة وكرامة دون ذل وإذلال، فأرجو من معدي مناهجنا الدراسية رفع
وصايتهم على المرأة التي ألحقوها بشرع الله زورًا !
****
عندما تقرأ درس "حقوق الزوجيْن" في
الصفحتين(170،171)من مادة الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية لعام 2018/2019م،
ستجد أنّ نظرة معدي المنهج إلى الزوج أنّه السيد الآمر النّاهي التقي العالم بأمور
الدين والدنيا، والبيت بيته، أمّا الزوجة فما هي إلّا أَمَة مُستعبدة للزوج، وجاهلة
وأمية وفاسدة في حاجة إلى تقويم الزوج لدينها وخلقها وضبط سلوكياتها، فجعلوها تحت
وصايته، فمن حقوقها كزوجة عناية زوجها بدينها وخلقها، وأن يُعلِّمها الضروري من أمور
دينها إن كانت لا تعلم ذلك، أو يأذن لها أن تحضر مجالس العلم لتتعلم ذلك، ويلزمها َبأحكام
الإسلام وآدابه، ويمنعها أن تتبرج، ويحول بينها وبين الاختلاط بغير محارمها من
الرجال، ويلزمها اللباس الساتر المحتشم إذا خرجت من منزلها، وأن يسمح لها بالخروج إذا
احتاجت إليه؛ كزيارة أهلها وأقاربها، وأنّ حقوق الزوج على الزوجة طاعته في المعروف
في غير معصية، وصيانة عرضه، والمحافظة على ماله، وكتمان أسرار المنزل، وقيامها بحق
الزوج وطاعته إذا دعاها لحاجته، وتدبير المنزل، وتلزم بيت زوجها فلا تخرج منه إلّا
بإذنه، ولا تأذن لأحد أن يدخل بيته إلّا بإذنه، لقوله تعالى(وقرن في بيوتكن) [24]و"لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلّا بإذنه، ولا تأذن في
بيته إلّا بإذنه[25]
هذا ما
يريد واضعوا هذا المنهج تدريسه لأولادنا وبناتنا، وينسبونه إلى الإسلام وثقافته،
فإن قبله بناتنا قبل ثلاثة عقود، فلن يقبلنه بناتنا المراهقات في زمن التواصل
الاجتماعي والانفتاح العالمي، فما كان مقبولًا قبل عقديْن أو ثلاثة عقود، لا يمكن قبوله
الآن!
فالطالبات اللائي يُدرّس لهنّ هذا الكلام بأنّ
دينهن ينظر إليهنّ نظرة دونية وامتهان، كأنّهن إماء للأزواج وتحت وصايتهم، ليس لهن
شخصية مستقلة، وحرية في الرأي واتخاذ القرار، فلا يتعلمن ولا يخرجن، ولا يزورهن
أحد إلّا بإذنهم، عليهنّ أن يُلبين رغبات أزواجهن في أي وقت يُريدون، وفي المقابل لم
يلزموا الأزواج تلبية رغبات زوجاتهم عملًا بقوله تعالى(ولهنّ مثل الذي عليهن
بالمعروف) فاللائي يُدرّسن هذا الكلام سرعان ما يستجبنّ لدعوات الإلحاد والتمرد على
الدين والمجتمع والوطن والأسرة، فهذه إحدى الثغرات التي نَفَذَت من خلالها المنظمّات
الدولية والإقليمية المُسيسة والمُخطط لها لتنفيذ أجندات دول كبرى، ودول إقليمية في
بلادنا بدفع ببناتنا إلى الإلحاد والتمرد على الدين والأهل والوطن، ولستُ أدرى على
أي أساس أعطى واضعو هذا المنهج هذه الحقوق للزوج، وافتراض أنّ كل الزوجات جاهلات
بدينهن فاسدات، وأنّ كل الأزواج أتقياء وعالمون بدينهم؟
واستدلال
معدي المنهج بآية(وقرن في بيوتكن) على بقاء المرأة في البيت ولا تخرج منه إلّا بإذن
زوجها ليس في محله، فالآية لم تتطرق إلى أنّ الخروج من البيت إلّا بإذن الزوج، كما
أنّ الخطاب فيها لأمهات المؤمنين، وليس
لعموم المسلمات، ويتعارض مع مشاركة المرأة في الحياة العامة في العهديْن النبوي
والراشدي!
كما نجدهم استدلوا بحديث مخالف للقرآن لاعتباره
بيت الزوجية، هو بيت الزوج، ولا يحق للزوجة أن تخرج منه إلّا بإذنه، ولا تُدخل فيه
أحد إلّا بإذنه؟
فإن كان الخالق جل شأنه اعتبر بيت الزوجية هو
بيت الزوجة حتى لو كان الزوج مالكًا له، والأدلة واضحة من القرآن كقوله جل شأنه(لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ)(وَرَاوَدَتْهُ
الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِه)[26]
فامرأة العزيز تراود يوسف وتَهُمُّ بالمعصية ورغم ذلك لم يقل الله عز وجل راودت
امرأة العزيز يوسف في بيته،(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [27](وَاذْكُرْنَ
مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ)[28]
فهذه البيوت ملك للنبي عليه الصلاة والسلام، ولكنها نُسبت لنسائه، بل نجد حتى في
أوقات الخلاف وحين يشتد النزاع وتصل الأمور إلى الطلاق الرجعي هو بيتها(… وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ
لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنّ) [29]حالة
واحدة لم ينسب فيها البيت للمرأة وهي عند ارتكابها الفاحشة:(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ
الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ… فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ..) [30]
ومع هذا لم يُنسب البيوت للأزواج، وإنّما قال:(في البُيُوت) أمّا الحديث الذي
استدل به معدو المنهج" ولا تأذن في بيته إلّا بإذنه" فلا يؤخذ به لمخالفته للقرآن
الكريم، فالقرآن يقول(بيوتهن) والحديث يقول" بيته" والسنة الصحيحة لا تخالف
القرآن الكريم، وقد اتفق علماء الحديث أنّ الأحاديث التي تُخالف القرآن الكريم لا
يؤخذ بها، ولستُ أدري كيف فات هذا على الإمام البخاري؟
أواصل
الحديث عن حقوق الزوجيْن في مادة الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية للعام
الدراسي الحالي 2018/2019م، فمن حقوق الزوج طبقًا لما جاء في هذا الدرس، أنّه لا
يحل للزوجة أن تأذن في بيته إلّا بإذنه"
مستدلين بحديث في صحيح الإمام البخاري" لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلّا
بإذنه، ولا تأذن في بيته إلّا بإذنه" [31]
وهذا الحديث مخالف لما جاء في القرآن الكريم عن
بيت الزوجية، أنّه بيت الزوجة وليس بيت الزوج، حتى لو كان ملكًا للزوج والحديث
المخالف للقرآن الكريم لا يُؤخذ به، وهذا ما قرره علماء الحديث، ثمّ كيف يكون بيت
الزوج وكثير من النساء، وخاصة في عصرنا هذا يملكون البيوت التي يسكنونها مع
أزواجهنّ وأولادهنّ ويُشاركن في تأثيث البيت، وفي دفع ما يتطلبه من مصاريف الأكل والشرب، ودفع فواتير الماء والكهرباء، وقد تنفرد
الزوجة بذلك إن كان الزوج عاطًلًا عن العمل، أو مريضًا، أو متزوجًا بأخرى ويمتنع
دفع نفقة للزوجة الأولى وأولادها؟
فتكريمًا
للمرأة وحفظًا لحقوقها جعل الله الخالق جل شأنه بيت الزوجية للزوجة حتى لو كان
ملكًا للزوج!
في فتح
الباري جاء في شرح هذا الحديث: رواية الحسن بن علي عن عبد الرزاق فيها" لا
تصوم المرأة غير رمضان" وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعًا" ومن
حق الزوج على زوجته أن لا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، فإن فعلت لم يقبل منها"،
والسؤال هنا: كيف يقرر عن الخالق جلّ شأنه عدم قبوله؟
قال النووي في" شرح المهذب": وقال
بعض أصحابنا يُكره، والصحيح الأول، قال: فلو صامت بغير إذنه صح وأثمت لاختلاف
الجهة، وأمر قبوله إلى الله، قاله العمراني، قال النووي: ومقتضى المذهب عدم الثواب،
ويؤكد التحريم ثبوت الخبر بلفظ النهي، ووروده بلفظ الخبر لا يمنع ذلك، بل هو أبلغ،
لأنّه يدل على تأكد الأمر فيه فيكون تأكده بحمله على التحريم .
قال
النووي في" شرح مسلم": وسبب هذا التحريم أنّ للزوج حق الاستمتاع بها في كل
وقت، وحقه واجب على الفور فلا يفوته بالتطوع ولا بواجب على التراخي، وإنّما لم يجز
لها الصوم بغير إذنه وإذا أراد الاستمتاع بها جاز ويفسد صومها، لأنّ العادة أنّ
المسلم يهاب انتهاك الصوم بالإفساد، ولا شك أنّ الأولى له خلاف ذلك إن لم يثبت
دليل كراهته، نعم لو كان مسافرًا فمفهوم الحديث في تقييده بالشاهد يقتضي جواز
التطوع لها إذا كان زوجها مسافرًا، فلو صامت وقدم في أثناء الصيام فله إفساد صومها
ذلك من غير كراهة، وفي معنى الغيبة أن يكون مريضًا بحيث لا يستطيع الجماع، وحمل
المهلب النهي المذكور على التنزيه فقال: هو من حسن المعاشرة، ولها أن تفعل من غير
الفرائض بغير إذنه ما لا يضره، ولا يمنعه من واجباته، وليس له أن يبطل شيئًا من
طاعة الله إذا دخلت فيه بغير إذنه، وهو خلاف الظاهر، وفي الحديث أنّ حق الزوج آكد
على المرأة من التطوع بالخير، لأنّ حقه واجب والقيام بالواجب مقدم على القيام
بالتطوع.
وهنا
نلاحظ أنّ هؤلاء العلماء الأفاضل معطين رغبات الزوج الجنسية قدسية لدرجة أنّهم
يُحرّمون على الزوجة صيام التطوع وفضله وثوابه لتظل جاهزة لرغبات الزوج الجنسية، وكأنّها
ليست بإنسانة، إنّها مجرد وعاء يُفرّغ فيه الزوج رغباته وشهواته متى شاء، ولا يطالبون
الزوج بضبط رغباته الجنسية إلى أن تُتم نهار صومها، كما نجدهم لم يُراعوا رغبات المرأة
الجنسية، فللزوج يصوم تطوعًا ما شاء، وكأنّ الزوجة ليس لها رغبات جنسية، وعدم إشباع
الزوج لرغباتها تلك قد يوقعها في مستنقعي الزنا والخيانة الزوجية!
قال
لي أحد الأطباء النفسيين أنّه قد وردت عليه حالات عن بعض الصغيرات اللاتي يتزوجن من رجال كبار السن، إذا
ما نضجن، يجدن أنّ أزواجهن لا يُشبعن رغباتهنّ الجنسية، فيبحثن عن إشباعها مع رجل
آخر، لكن علماءنا الأفاضل لا يُفكرون إلّا في إشباع رغبات الرجل، ويأخذون بأحاديث رغم
مُخالفتها للقرآن الكريم، ويقولون بصحتها، رغم وجود أحاديث ضعيفة تؤكد ضعفها، منها
:
1. ما رواه ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه أنّ امرأة من خثعم أتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! أخبرني ما حق الزوج على
الزوجة فإنِّي امرأة أيَّم، فإن استطعت وإلا جلست أيمِّا؟ قال:" فإنّ حق
الزوج على زوجته إن سألها نفسها وهي على ظهر قتب أن لا تمنعه نفسها، ومن حق
الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعًا إلّا بإذنه، فإن فعلت؛ جاعت
وعطشت، ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه، فإن فعلت؛ لعنتها ملائكة السماء وملائكة
الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع" قالت: لا جرم لا أتزوج أبدًا" وقال
الهيثمي في" المجمع"(4/ 307):"رواه البزار، وفيه
حسين بن قيس المعروف بحنش، وهو ضعيف، وقد وثقه حصين بن نمير، وبقية رجاله
ثقات قلت(أي الهيثمي:"بل
هو متروك. "[32]
2.
حديث" أيما امرأة خرجت
من بيت زوجها بغير إذنه، لعنها كل شيء طلعت عليه الشمس والقمر، إلاّ أن يرضى
عنها زوجها."[33]
من طريق أبي نعيم عن أبي هدية عن أنس مرفوعًا، ويقول الشيخ محمد ناصر الألباني في سلسلة
الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها على الأمة، حديث رقم 1550:" قلت: وهذا
موضوع، وأبو هدية اسمه إبراهيم بن هدية متروك، حدَّث بالأباطيل عن أنس.
3. حديث ابن بطّة روى ابن بطة في أحكام النساء عن أنس أنَّ رجلاً سافر ومنع زوجته الخروج، فمرض أبوها، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادة أبيها،
فقال لها:" اتق الله ولا تخالفي زوجك"، فمات
أبوها فاستأذنته عليه الصلاة والسلام في حضور جنازته، فقال لها: "اتقي الله
ولا تخالفي زوجك"، فأوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم:"إنِّي
غفرتُ لها بطاعة زوجها".
ويعلق ابن قدامة على هذا الحديث بقوله:"
ولأنَّ طاعة الزوج واجبة، والعيادة غير واجبة، فلا يجوز ترك الواجب لما ليس بواجب،
ولا يجوز الخروج لها إلاَّ بإذنه"[34]
ثمَّ يعود ويستدرك فيقول:"ولا يجوز لها الخروج إلاَّ بإذنه، ولكن لا ينبغي
للزوج منعها من عيادة والديها وزيارتهما لأنَّ في ذلك قطيعة لهما وحملاً لزوجته
على مخالفته، وقد أمر الله تعالى بالمعاشرة بالمعروف، وليس هذا من المعاشرة
بالمعروف."[35]
هذا الحديث ضعيف متناً وسنداً
فمن حيث الإسناد:
فابن بطة يقول عنه الذهبي صاحب كتاب سير أعلام النبلاء:" قلت لابن بطة مع فضله أوهام وغلط، و قد صنَّفه ضمن الطبقة (21).
وقال
عبيد الله الأزهري: ابن بطة ضعيف، وعندي عنه" معجم البغوي" ولا أخرج عنه في الصحيح شيئًا . وقال حمزة بن
محمد بن طاهر الدقاق: لم يسمع ابن
بطة الغريب من بن عزيز، وقال: ادعى سماعه، قال الخطيب: وروى ابن
بطة كتب ابن
قتيبة، عن ابن أبي مريم الدينوري، ولا يعرف ابن أبي
مريم.
ضعف الحديث متنًا:
1. لا يمكن الرسول صلى الله عليه وسلم يُقر منع الزوج زوجته زيارة أبيها،
فكيف إن كان مريضًا، وهو لا يتفق مع قوله تعالى:(وقضى ربك ألاَّ تعبد إلا إياه
وبالوالديْن إحسانا) ومن الإحسان إليهما برهما وزيارتهما وخدمتهما في المرض، ولا
طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعدم البر بالوالدين والسؤال عنهما وزيارتهما من العقوق
بهما، والعقوق من أكبر الكبائر، كما جاء في الحديث الشريف.
2. واضح من نص الحديث أنّ المرأة خرجت من بيتها لتستأذنه عليه الصلاة
والسلام زيارة والدها المريض، ومادام زوجها قد
منعها من الخروج من البيت، فهي عصته وخرجت، والذي يجعلها
تخرج من بيتها لأخذ الإذن منه عليه الصلاة والسلام بمخالفة زوجها وزيارة والدها
المريض، يجعلها تذهب مباشرة إلى بيت والدها والاطمئنان عليه، وكيف يقبل رسول
الله صلى الله عليه خروج المرأة لسؤاله، ولا ينبهها إلى
عصيانها لأمر زوجها بخروجها من البيت؟ ونلاحظ أنَّها كررت فعلتها مرتيْن.
وهكذا نجد معدي منهج الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية يستدلون
بأحاديث ضعيفة لتوافق ما يريدونه، وينسبونه إلى الإسلام!
عند قراءة"
حقوق الزوجين" في مادة فقه ثالث ثانوي للعام الدراسي الحالي 2018/ 2019م في
صفحتي (70،71) تجد أنّ معدي المنهج قد صاغوه بصياغة الخطاب الديني المفسّر من قبل
البشر في قرون الجهل والظلام التي كانت المرأة تتقبّل ما يُقوله هذا الخطاب بما
فيه من أخطاء في الفهم على أنّه من عند الله لجهلها وأميتها، فعليها أن تُحبس في
بيتها، ولا تخرج منه إلّا عند الضرورة بإذن زوجها كالخروج إلى المسجد، وطلب العلم
وزيارة أقاربها كحق من حقوقها على زوجها، كما اعتبروا تعدد الزوجات هو الأصل، فعند
حديثهم عن حقوق الزوجة على زوجها ذكروا من الحقوق عدم جمعها مع ضرتها في مسكن
واحد، وأن يعدل بين الزوجات، كما نجدهم عند حديثهم عن حقوق الزوج قد صدّروا ما
رواه الترمذي في سننه عن محمود بن غَيْلان، حدَّثنا النضر بن شُميْل، أخبرنا محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:" لو كنتُ آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها"،
وذلك عند إيرادهم طاعة الزوج كأوّل حقوق الزوج على زوجته، وفيه محمود بن غيلان له
رواية واردة في صحيح البخاري عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز شاذة
ومعلولة لمخالفتها رواية الثقات الأثبات، ثمّ أنّه ليس من المعقول أن يصدر مثل هذا
القول منه عليه
الصلاة والسلام، وهو يعلم أنّه لا يجوز السجود إلّا لله وحده، وكل روايات هذا
الحديث على اختلاف رواتها، وطرقها ما يُثبِتُ عدم صحتها، فقد ورد هذا الحديث في مسند ابن أبي أوفى(رقم4)عن إسماعيل بن عليّة كلاهما عن أيوب عن القاسم
بن عوف الشيباني عن ابن أبي أوفى، قال: لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما هذا؟" قال: يا رسول الله! قدمت الشام
فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك، قال: "فلا تفعل،
فإني لو أمرت شيئًا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا
تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه"[37]
وقد
روى هذا الحديث أحمد(4/381)من طريق إسماعيل ابن عليَّة عن أيوب عن القاسم بن عوف
الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قدم معاذ اليمن أو قال الشام، فرأى النصارى
تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فَرَوَّأ في نفسه أن رسول الله أحقّ أن يُعَظَّم، فلمّا
قدم قال: يا رسول الله! رأيت النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروّأتُ في نفسي
أنك أحقّ أن تعظم فقال:"لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها."
في مقال للمحدِّث الدكتور ربيع المدخلي في العدد(20)من مجلة الإصلاح
عن بيان ضعف ونكارة حديث سجود معاذ بن جبل رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم،
قال فيه:"لم يصح إسناده ولا يصحّ معناه . أمّا
من جهة معناه فإنّه لم يثبت أنّ معاذ بن جبل رضي الله عنه ذهب إلى الشام في حياة النبي وإنّما الثابت
ذهابه إلى الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومات بالطاعون هناك، وفي
الحديث"حين رجوعه من اليمن" وهو لم يذهب إلى اليمن إلا في آخر حياته عليه
الصلاة والسلام ومات النبي وهو باليمن،
حيث لم يعد إلّا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ثم هو
من كبار الصحابة وفقهائهم الكبار بعيد جداً أن يكون بهذه الدرجة من الجهل.
وأما
من جهة الإسناد ففيه نكارة، ومداره على القاسم بن عوف الشيباني ضعّفه يحيى بن سعيد
القطان وشعبة كما أشار إلى ذلك القطان وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث، ومحلّه
عندي الصدق"، وقال النسائي:"ضعيف"، والحديث من طريق القاسم قد أعلّه
أبو حاتم بالاضطراب.[38]
وأعلّ حديث أبي ظبيان بالاختلاف في إسناده ثم بالانقطاع؛ لأنّ أبا
ظبيان لم يسمع من معاذ.[39]
فهذا حال هذا الحديث المنسوب إلى معاذ فيه عدة علل
: ضعف القاسم بن عوف الشيباني، واضطرابه
في الأسانيد، الاختلاف في المتن ، والانقطاع
في إسناد أبي ظبيان بينه وبين معاذ، والاختلاف
عليه .[40]
والتي منها:
أولًا : حدَّثنا عمرو بن عوْن، أخبرنا إسحاق بن يوسف عن شريك، عن حصين، عن الشعبي، عن قيس بن سعد، قال: "أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان
لهم، فقلت: رسول الله أحق أنْ يُسجد له، قال: فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ إنَّي أتيْت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان
لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال" أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد
له؟ قال، قلت: لا، قال:" لو كنتُ آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرتُ النساء أن
يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق"[محمد بن ناصر الألباني: ضعيف
سنن أبي داود، باب في حق الزوج على المرأة حديث رقم (2140)، ص210، وورد في سنن أبي
داود باختصار السند، برقم (1873).]
قال الألباني:" صحيح دون جملة القبر" [41]
وهنا
أسأل كيف يجتزئ الشيخ الألباني الحديث، ويعتبره صحيحًا باستثناء جملة القبر؟
فالصحيح:
صحيح كله، والضعيف ضعيف كله، وهل يعقل أن صحابيًا يرى قومًا يسجدون لغير الله، فيقرهم
على المبدأ، ويقول عليه الصلاة والسلام الزوج أحق بالسجود له؟
ثانيًا: جاء في المستدرك أيضًا عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان، قال: "قد عرفتك،
فما حاجتك؟ قالت: حاجتي إلى ابن عمي فلان
العابد، قال النبي(ص)قد عرفته"، قالت: يخطبني، فأخبرني
ما حق الزوج على الزوجة، فإن كان شيئًا أطيقه تزوجته، وإن لم
أطق لا أتزوج، قال:"من حق الزوج على الزوجة، أنّ لو سألت منخراه دمًا، وقيحًا،
وصديدًا، فلحسته بلسانها
ما أدت حقه، لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، إذا دخل عليها لما فضله الله عليها" قالت:
والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا"[42]
هذا الحديث من حيث المتن لا يتفق مع ما جاء به الإسلام:
·
القيح والصديد فيهما ضرر كبير، فكيف تلحسه المرأة لكونه من زوجها، والإسلام
مبني على قاعدة " لا ضرر ولا ضرار".
·
لم يفضل الله الزوج على الزوجة، لقوله تعالى(ولهن مثل الذي عليهن
بالمعروف) وقوله(هُنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن)
ثالثًا: أبو بكر بن أبى شيبة ثنا عفان
ثنا حماد بن سلمة عن على ابن زيد بن جدعان،
عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلًا أمر امرأة أن تنقل من جبل
أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود
إلى جبل أحمر، لكان نولها أن تفعل."[44]
في
الزوائد: في إسناده على بن زيد، وهو ضعيف. لكن للحديث طرق أخرى. وله شاهدان من
حديث طلق بن علي. رواه الترمذي والنسائي، ومن حديث أم سلمة، رواه الترمذي
وابن ماجة، وعن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين
والأنصار فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه يا رسول الله تسجد لك
البهائم والشجر فنحن أحق أن
نسجد لك قال أعبدوا ربكم وأكرموا أحاكم ولو كنت
آمرا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن
تنقل من جبل أصفر إلى
جبل أسود ومن جبل إلى جبل أبيض كان ينبغي
لها أن تفعل" قلت روى ابن ماجه بعضه بغير سياقه رواه أحمد وفيه على بن
زيد وحديثه حسن وقد ضعف . وفى علامات النبوة غير حديث من هذا النحو، وحديث آخر رواه
الطبراني وفيه الفضل بن
المختار وهو ضعيف
.
وهكذا
نجد أنّ الأحاديث الواردة عن سجود الزوجة لزوجها كلها غير صحيحة، فكيف يقر معدو
مناهجنا أحاديث ضعيفة وموضوعة؟[45]
****
لا يزال خطابنا الإسلامي المُفسّر من قبل البشر
مصرًا على تفسير(واضربوهن) في آية النشوز ضربًا بدنيًا إذا لم يُجد معها الوعظ
والهجر في المضجع، وهذا ما ذهب إليه معدو منهج" الفقه"
للمستوى السادس النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام
الدراسي 2018/2019، في درس"النشوز" في الصفحات (88-91) ولم يحاولوا
الرجوع إلى معاجم اللغة العربية والتمعّن في معاني الضرب في اللغة لأنّهم تربّوا
على ثقافة ضرب الأنثى ليس في حالة نشوز الزوجة فقط، بل نجدهم يضربون البنت والأخت
والزوجة في كل الأحوال، وبعضهم تتطاول أيديهم على أمهاتهم وخالاتهم وعمّاتهم،
وظاهرة العنف البدني الأسري السائدة في
مجتمعاتنا العربية والإسلامية معظم ضحاياه من نساء الأسرة، ويجدون من مبررات المُعنِّفين
لممارستهم هذا العنف التفسير الخاطئ لمعنى(واضربوهن)
بالضرب البدني ليس للزوجة الناشز، بل لجميع نساء الأسرة!
ولا
شك أنّ خطابنا الديني المتمثل في مناهجنا الدراسية وخطب الجمع والعيديْن والدروس
والمحاضرات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية الدينية ربّت الذكور عمومًا على ثقافة
ضرب الإناث لأي سبب من الأسباب، وكيف لا، وهم قد تعلّموا في مدارسنا هذا الكلام:"
ثالثًا: الضرب، وذلك حين يستنفد الزوج وسائل العلاج من الوعظ والهجر، ثم لا يرى
لذلك أثرًا، فإن رأى- حينئذ- ضربها ناجعًا فله ذلك؛ وهذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص
على أن يكون الضرب غير مبرّح، ويتجنب الوجه، لأنّ المقصود التأديب لا الإيلام.[48]
بينما نجد معدي هذا المنهج يقولون عند نشوز
الزوج في تفسير قوله تعالى:(وإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ
إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا
وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [49] نجدهم يقولون
:"ونشوز الزوج أن يسيء معاشرة زوجته، ويقصر في حقوقها إمّا كراهة لها، أو
رغبة عنها إلى غيرها، أو لغير ذلك من الأسباب، فإذا خشيت المرأة من نشوز زوجها،
فليس هناك حرج عليها ولا على زوجها أن تتنازل له عن شيء من حقوقها المالية، أو
الزوجية، كأن تترك له كل نفقتها الواجبة عليه، أو جزءًا منها، أو أن تترك له
ليلتها، إن كانت له زوجة أخرى، هذا كله إذا رأت هي– بكامل اختيارها وتقديرها لجميع
ظروفها- أنّ ذلك خير لها وأكرم من طلاقها۔" [50]
فالزوجة تعاقب بالضرب في حالة نشوزها لتأديبها،
والزوج في حال نشوزه على زوجته تكافئه بتنازلها عن نفقتها كاملة أو جزء منها له، أو
ليلتها لزوجه الأخرى إن كان معدِّدًا لإرضائه وعدم تطليقها، أي تقره على نشوزه، ولا
يُطالب بالإحسان إليها والالتزام بحسن العشرة والإنفاق عليها ومنحها كامل حقوقها
الزوجية والمالية، هل هذا يتفق مع عدل
الله؟
للأسف الرجل الذي بيده تفسير القرآن الكريم
واستنباط الأحكام الفقهية فسّر القرآن الكريم طبقًا لأهوائه ورغباته، فأغمض عيناه
عن المعاني اللغوية للضرب، وأيها الذي ينطبق على معنى(واضربوهن) بينما نجده فسر
آية نشوز الزوج بتنازل الزوجة المظلومة عن حق النفقة، أو المبيت لإرضائه وعدم
تطليقها، أي أقرّه على نشوزه، مع أنّ الآية لا تحمل هذا المعنى الذي فسّره، كما
نجده أصدر أحكامًا فقهية تعلي من شأنه وتقلل من شأن المرأة وإهانتها وإذلالها،
ونسبة هذا التمييز ضد المرأة إلى شرع الله، وشرعه برئ ممّا نسبوه إليه!
ولنقرأ
معًا آية نشوز الزوجة، ثم آية نشوز الزوج، ونتمعّن في معنيها الحقيقيْن لنصل إلى
المعنى الصحيح لهما
ولنبدأ بِ (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ
فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ
عَلِيّاً كَبِيراً) [51]
لا
يمكن يأمر الله بإهانة الزوجات بضربهن عند
النشوز، وتنازل الزوجة عن حقوقها عند نشوز الزوج، تفسير النشوز بهذيْن المعنييْن
المتنافيْن مع العدل الإلهي من الثغرات التي ينفذ من خلالها أعداؤنا لتشكيك
أولادنا في العدل الإلهي، وفي الإسلام لدفعهم إلى الإلحاد![52]
آية نشوز الزوجة
بدأت علاج نشوز الزوجة بالوعظ والنُصح، وإذا لم تستجب يكون الهجر في المضجع الذي
له دلالته النفسية والتربوية على المرأة، فإذا لم يجد هذا العلاج يكون بالضرب أي بالمفارقة
والابتعاد عن البيت، (واضربوهن) في الآية ليست بالمدلول الفعلي للضرب البدني، لأنّ
الضرب هنا هو المباعدة أو الابتعاد خارج بيت الزوجية، ويؤيد هذا المعنى ما قام
الرسول صلى الله عليه وسلم به عندما غضب من زوجاته؛ إذ طبّق المعنى الصحيح للضرب
في الآية، وهو المفارقة والمباعدة، بتركه بيت الزوجية ولم يمارس الضرب البدني؛ لذا
جاء قوله عليه الصلاة والسلام :(لا تضربوا إماء الله)، الذي يتفق مع قوله تعالى(إمساك بمعروف أو تسريح
بإحسان)،وقوله (وعاشروهن بالمعروف) والقرآن لا يناقض نفسه، والسنة لا تناقض
القرآن، فكيف الله جل شأنه يقول:(واضربوهن) والرسول صلى الله عليه وسلّم يقول"لا
تضربوا إماء الله"؟ والضرب البدني للزوجات لا يتفق مع قوله تعالى(ولقد كرّمنا
بني آدم) أصبح يمارسه رجال الأسرة ضد نسائها، وقد يصل الأمر إلى ضرب بعض الأبناء
لأمهاتهم!
فكل هذه
التجاوزات ناتجة عن إعطاء معنى الضرب في آية النشوز معنى الضرب البدني، مع أنّ لكلمة ضرب في القرآن الكريم، ومعاجم اللغة معنى
المفارقة والمباعدة، مثل:
(ضرب الدهر بين القوم)أي
فرّق وباعد بينهم.
و(ضرب
عليه الحصار)أي عزله عن محيطه.
و(ضرب
عنقه)أي فصلها عن جسده.
فالضرب
إذن يفيد المباعدة والانفصال والتجاهل.
وهنالك آيات كثيرة في القرآن تتابع نفس المعنى
للضرب أي المباعدة، منها: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي
فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا
تَخْشَى) [53]أي
أفرق لهم بين الماء طريقًا.
أمّا عن نشوز الزوج، قال ابن عادل قال الكَلْبِيّ: نشوز الرَّجُل للزوجة: ترك مُجَامَعَتِها،
وإعراضُهُ بوجْهه عَنْها، وقلة مُجَالَسَتِها"[54]
فالنشوز هو الخروج عن
الواجبات التي تطلب من الزوجين في إطار الأسرة، فكل من الزوجين له حقوق وعليه
واجبات، فإذا ما تخلى عن واجباته أُعتبر متمردًا وناشزًا.
أمّا
عن حل نشوز الزوج فقد بيّنه القرآن الكريم في قوله تعالى:(إِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ
بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا
صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [55]
بالصلح وتقوى الله، فإن رفض الزوج العودة إلى زوجته، وإعطائها حقوقها في النفقة والمعاشرة
الزوجية، يتفرقا، أي الانفصال، ولم يقل يتخالعا، وهناك فرق بين الخلع والفراق
المتمثل في الطلاق.
إنّ نشوز الرجل أخطر وأشد على حياة الأسرة من
نشوز المرأة, لأنّ المرأة لا يوجد لديها من ينفق عليها وعلى أولادها إن كانت فقيرة،
وليس لديها عمل، بينما الزوج لا يتضرر ماليًا لنشوز الزوجة، كما لا يتضرر جسديًا
وجنسيًا، لأنّه يجوز له الجمع بين أكثر من زوجة، بينما المرأة تتضرر ماليًا وجسديًا
وجنسيًا من نشوز زوجها، من حيث الإنفاق، ومن حيث إرضاء رغبات الجسد ومتطلباته،
خاصة إن كانت شابة، فقد تنزلق في ارتكاب
الفاحشة لإرضاء رغبات جسدها، لأنّه لا يجوز لها الجمع بين زوجين، ومن هنا نجد أنّ الفاروق
رضي الله عنه، عندما تبيّن له أنّ الزوجة قد تُفتن إن غاب عنها زوجها أكثر من
أربعة أشهر، أمر بأن لا يغيب الجند عن زوجاتهم أكثر من أربعة أشهر، وقد اجتهد الإمام
أحمد بن حنبل في هذه المسألة، وأعطى للمرأة المهجورة والمعلقة حق طلب من
القاضي فسخ عقد زواجها إن مضى على هجر
الرجل لها، أو تعليقه لها مدة ستة أشهر.
وهكذا نجد أنّ معدي مناهجنا الدراسية يُفسِّرون
الدين طبًقًا لتوجهاتهم وما يحملونه من فكر، مخالفين العدل الإلهي المتمثل في المعنى
الصحيح لآيات القرآن الكريم!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لمصلحة مَن يُوجّه معدو مناهجنا
الدراسية الدينية هذا التوجه؟[56]
****
من ضمن الدروس المقررة في منهج الحديث والثقافة الإسلامية
للمستوى الرابع النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري، درس"
ظاهرة الإلحاد" في الصفحات(82ــــــ 86)
من المُتوقع عندما يناقش معدو مناهجنا الدينية
الدراسية ظاهرة الإلحاد وأسبابها أن يتجاهلوا الأسباب الحقيقية التي ساعدت مخططو
نشر الإلحاد بين أولادنا وبناتنا
بتشكيكهم في دينهم، وفي خالقهم وعدالته، وإلغائهم أزلية حفظ القرآن الكريم في اللوح المحفوظ للقول
بالنسخ في القرآن ، فالمناهج الدراسية الدينية
التي وضعوها مليئة بالثغرات التي ينفذ من خلالها مخططو الإلحاد، وقد بيّنتُ في هذه السلسلة من المقالات على مدى ستة أشهر
متواصلة بعض تلك المنافذ، ومنها:
- درس الحجاب في مادة الثقافة
الإسلامية للمرحلة الثانوية، وأحكام اللباس والزينة في منهج الفقه لثالث
متوسط.(نُشر في الفترة من 16/3إلى 30/3/3019)
- حقوق الزوجيْن في الثقافة
الإسلامية لثالث ثانوي(نُشر في الفترة من 6/4/ _ 20/ 4/ 2019) وفي فقه ثالث
ثانوي(نُشر في الفترة من 27/ 4/ 2019- 20/4/ 2019)
- عمل المرأة (نُشر في الفترة من 11/ 5/ 2019 – 25/ 5/ 2019م)وقد بيّنتُ
فيها مدى مخالفة رؤية معدي المنهج لعمل المرأة لرؤية المملكة(2030)
- تكريم الإسلام للمرأة وخطورة
الاختلاط في مادة الحديث والثقافة الإسلامية المستوى الرابع في النظام الفصلي
للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام الدراسي 2018/2019م نشر في
ثلاث حلقات من الفترة 1/6 /2019_ 15/6/2019
- نشوز الزوجين في منهج الفقه
المستوى السادس للمرحلة الثانوية نشر في الفترة من 22/6- 29/6/2019.
- الوصية في منهج الفقه لثالث
ثانوي نشر في 6/ 7/ 2019.
- العول في مناهجنا الدراسية في
الفترة من 13/7/ -20 / 7/ 2019.
- التعصيب بالذكور في مناهجنا
الدراسية نشر في حلقتين في الفترة من
27/ 7 – 3/ 8/ 2019.
- الميراث وذوو الأرحام في مناهجنا
الدراسية نشر في 10/ 8/2019.
- تحريم الغناء والموسيقى
في منهج الحديث للمرحلة الثانوية نُشر في 17/8/2019.
- حديث "أُمرت أن أْقاتل
النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلّا الله" في مناهجنا الدراسية في مادة
التوحيد لثالث ثانوي يوم السبت الموافق 4/8/2019م.
- النسخ في القرآن الكريم في منهج التفسير
وأصوله للتعليم الثانوي نُشر في الفترة من 30/ 8/2019م – 13/ 9/2019.
- نسخ أيتي عشر رضعات والرجم في
ذات المنهج، نشر في الفترة من 21/9 – 5/10/2019.
- تدريس ظاهرة الإلحاد في منهج الثقافة
الإسلامية في التعليم الثانوي نشر على ثلاث حلقات في الفترة من 12/ 10 – 19/10/
2019.
وسأبدأ
بِ:
وهو من أكبر وأخطر المنافذ التي نفذ منها مخططو إلحاد شبابنا ذكورهم وإناثهم، ودفعوا بشبابنا إلى الإلحاد، فما يقوله المفسرون والمختصون بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم يُعد تلاعبًا بالقرآن، وتعطيلًا لكثير من أحكامه، وإساءة إلى الله المشرّع،
وجعلهم من التشريع الإلهي لعبة، مثل قولهم في ما نُسب روايته إلى عبد الله بن مسعود
رضي
الله عنه أنّه قال:" أقرأني
رسول الله صلى الله عليه وسلّم آية فحفظتها وكتبتها في مصحفي فلمّا كان الليل رجعتُ إلى مضجعي، فلم أرجع منها
بشيء، وغدوْتُ على مصحفي، فإذا الورقة بيضاء، فأخبرتُ النبي صلى الله عليه وسلّم، فقال لي يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة.[58]
فهل يُعقل أنّ الله يُشرّع تشريعًا في النّهار،
ويمحوه في ليل ذات اليوم؟
كيف
قبل علماء الإسلام على مختلف العصور هذه الرواية؟ بل كيف يورد البخاري ومسلم في
صحيحهما رواية عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه هل يُعقل أنّ آية تنزل، ثم تُلغى في
ليلة واحدة؟ وما الحكمة من نزولها ثم إلغائها؟
ولم
يكتفوا بهذا، بل نجدهم نسخوا جميع آيات الحرية الدينية والعقيدة، والتي تُنظِّم علاقات
المسلمين بغيرهم، كما قالوا بنسخ آية الوصية للوالدين والأقربين، وجعلوا السنة
تنسخ القرآن، بل تطاولوا على كلام الله وجعلوا صغير الماعز تنسخ ما تُسمى بآية النسخ.
نعلم
أنّ الله قد تعهد بحفظه، ومكتوب منذ الأزل في اللوح المحفوظ، فالقول بنسخ آيات مثبتة في اللوح المحفوظ وإزالتها من القرآن المتلو، ينفي هذه الأبدية لحفظ
القرآن الكريم في اللوح المحفوظ، ويجعلها فرضية وهمية، وهذا ما يقوله" الملحدون"، وهذا أحد مكامن خطورة القول بالناسخ والمنسوخ أي
ببطلان أحكام بعض آيات القرآن؛ إذ يثير الشكوك في صحته، وأنّه من عند الله، وكان
من أسباب إلحاد بعض شباب الإسلام؛ إذ وجدوا أنّ قضية الناسخ والمنسوخ تتصادم مع
آية(وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[59]
والكم من الآيات التي وقع عليها النسخ والتغيير والتبديل والزيادة والنقص،
وتحويل الحرام حلالًا، والحلال حرامًا تُثبت أنّ في القرآن اختلافًا كثيرًا، جعلت
الملحدين يقولون:" إنّ القرآن بهذا قد حكم على نفسه بأنّه ليس من عند
الله"(تعالى الله عما يصفون)
كل هذه الأقاويل والافتراءات
على الخالق جل شأنه وكتابه الكريم للفهم الخاطئ لآية (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ
نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [60]،
والتي تتحدّث عن نسخ شريعة موسى عليه السلام بنسخ آيات منها طبق الأصل، أو إنساءها
بخير منها كقوله تعالى:(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ...)
[61]
مّا ورد في
المناهج الدينية فيمل يتعلق بالمرأة وعلاقاتها الزوجية والأسرية ومشاركتها في
الحياة العامة من المنافذ الخطيرة التي أوجدها معدو المناهج الدينية التي ينفذ منها
مخططو الإلحاد لدفع أولادنا وبناتنا على وجه الخصوص إلى الإلحاد، بِدءًا بنظرة معدي
المناهج الدينية للمرأة نظرة الخطاب الديني المفسر من قبل البشر طبقًا للموروثات
الفكرية والثقافية لمجتمعاتهم في جاهليتها هذا الخطاب الذي تبناه الأخوان المسلمون
الذين تولوا مهمة نشره من خلال المناهج الدينية الدراسية في كثير من البلاد العربية
والإسلامية لتغلغلهم في المؤسسات التعليمية في تلك الدول، ولا يزالون.
فالمرأة في
مناهجنا الدينية هي المخلوق الأدنى الناقص الأهلية على الدوام إلّا في حال تطبيق
عليه القصاص والحدود والتعزيرات إن ارتكب جريمة ما أو جُنحة، أمّا في ما عدا ذلك
فهي ناقصة الأهلية وعلى الدوام ولابد من خضوعها لولي أمرها حتى لو كان ابنها الذي
ربّته، وتُنفق عليه، فلا تتعلم ولا تعمل ولا تخرج من بيتها، ولا تسافر إلّا بإذنه،
فهي التابع الخانع له الذي له حق ضربها بدعوى تأديبها زوجة كانت أو أخت أو ابنة،
وقد يضرب خالته أو عمته ، وأحيانًا أمه، كل هذا يُمارس باسم الشرع طبقًا لفهم بعض
المفسرين والفقهاء للآيات المتعلقة بالمرأة وعلاقاتها الأسرية والزوجية كآيتي
القوامة والنشوز، فأعطوا للذكور حقوقًا يمارسونها على النساء ليست لهم؛ لأنّهم
أخضعوا فهمهم لها لموروثاتهم الثقافية والفكرية، وأيدّوها بأحاديث ضعيفة وموضوعة،
ولم تكتف نظرة مناهجنا الدراسية الدينية للمرأة بهذا، بل نجدهم فرضوا وصايتهم
عليها، فحدّدوا لها ما تتعلمه، وما لا تتعلمه، وحصروها في مهن معينة، وربطوا
تعليمها وعملها بموافقة ولي الأمر وبالضرورة، كما نجدهم أقصوها عن المشاركة في
الحياة العامة لعدم تفريقهم بين الخلوة المحرّمة وبين الاختلاط المباح، وتدخلوا في ملبسها ومظهرها، حرّموا عليها التعطّر
عند خروجها من بيتها حتى عند ذهابها إلى المسجد مستندين في ذلك على حديث موضوع
مخالف لآية( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[62]،
وقصروا حق الزينة التي منها التعطر على الرجال فقط، وفرضوا على المرأة تغطية وجهها أمام الرجال الأجانب، وحكموا عليها بتغطية
سائر جسدها بحيث لا يبدو منها سوى شعرها وكفيها وقدميها في بيتها عند جلوسها مع
محارمها، وبين بنات جنسها، وذلك لنقلهم الفهم
الخاطئ لتفسير آيات الحجاب، ولم يحاولوا
إعادة قراءتها بعد تحررهم من الموروثات الفكرية والثقافية لمجتمعاتهم، وقراءة الأحاديث
النبوية التي تصف وجوه بعض النساء كسعفاء الخديْن، والتي تؤكد عدم وجوب تغطية
الوجه.
هذه نظرة مناهجنا
الدينية للمرأة المليئة بالمنافذ التي ينفذ مخططو الإلحاد منها إلى عقول أولادنا
وبناتنا على الخصوص لدفعهم إلى الإلحاد بالخالق جل شأنه وبدين الإسلام، بل تدفع
ببعض بناتنا إلى الهروب من بلادهن بطلب اللجوء إلى دول أُخرى.
فمن
أسباب وجود ظاهرة الإلحاد في مجتمعاتنا الصورة الخاطئة التي أعطتها مناهجنا
الدينية الدراسية لمتلقيها عن علاقة المسلمين بأصحاب الديانات الأخرى، بالقول بنسخ
آيات الحرية الدينية، كقوله تعالى(لا إكراه في الدين)(لكم دينكم ولي دين)والاستدلال
بأحاديث رغم مخالفتها للكثير من آيات القرآن الكريم كحديث" "أمرت أن
أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلّا الله محمد رسول الله، وأنّ محمدًا
رسول الله ويقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم
وأموالهم إلّا بحق الإسلام وحسابهم على الله"، فهذا الحديث يخالف القرآن
الكريم في قوله تعالى:(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا
مُؤْمِنِينَ.وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ
الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) [63](وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ
مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)[64]
[لا
إكراه في الدين) [65]،(
إنّك لا تهدي من أحببت) [66]
فهذه الصورة الخاطئة التي حوتها مناهجنا
الدراسية الدينية عن موقف الإسلام من غير المسلمين بفرضه قتال غير المسلمين حتى يُسلموا
معززة مقولة المستشرقين إنّ الإسلام قد انتشر بحد السيف، كانت هذه أيضًا من
المنافذ التي نفذ منها مخططو الإلحاد لدفع أولادنا إلى الإلحاد.
ومن المنافذ التي حوتها مناهجنا الدينية
الدراسية تحريم المباحات من متطلبات النفس
البشرية الفطرية من الترويح عنها كتحريم الموسيقى والغناء، والاستدلال بحديث من
معلّقات البخاري، و(المُعلَّق)هو ما حذف أول سنده، سواء أكان المحذوف واحدًا أم
أكثر على التوالي، ولو إلى آخر السند، والأصل في الحديث المعلق أنّه مردود، وذلك
لجهالة المحذوف فيه، وفيه هشام بن عمّار(153- 245 هـ = 770- 859م)كان يبيع الحديث، وله مناكير، وقد قال عنه
الإمام أحمد:"طياش خفيفً"، أمّا الحديث، فهو:" ليكونن من
أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف"
أمّا درس العوْل في الميراث،
فهو من المنافذ الخطيرة التي ينفذ من خلالها مخططو الإلحاد إلى عقول أولدنا لدفعهم
إلى الإلحاد بالقول لهم أنّ الله يجهل أبسط المسائل الحسابية التي يعرفها طالب في
المرحلة الابتدائية، وكيف يوزع حظوظ الميراث بنسب تفوق قدر الميراث، يرّقع بما
يُسمى بالعوْل، والعوْل لم يكن له وجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم، ولا في
عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ونُسب زورًا إلى سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه
، بأنّه قضى في العول، والحالة التي ذُكرت في الرواية لا تحتاج إلى عوْل، ممّا
يؤكد عدم صحة الرواية، وقد أثبتُّ عدم صحة مسائل العوْل الواردة في درس العوْل،
فالذين أوجدوا العول أخطأوا في فهم آيات الميراث وسبق أن بيّنتها في حديثي عن درس العوْل، والتي
أُلخصها في الآتي: الخطأ في فهم آيتي الكلالة وعدم التفريق بين
نوعيهما، وكذلك الخطأ في فهم قوله تعالى: (فَإِن
كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ)ففهموها اثنتيْن وما فوق،
وكذلك الخطأ في إعطاء الأم الثلث بدل السُدس في حال وجود إخوة وانعدام وجود أولاد (فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ
إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ)أدى إلى إيجاد العول الذي يدرس في
جميع أنحاء العالم الإسلامي في علم الفرائض، واعتمد بأخطائه في مدونات الأحوال
الشخصية، وعادة درس العوْل في الميراث يُدرس للمختصين في الشريعة وأصول الدين،
وليس لطلبة وطالبات المرحلة الثانوية، وكذلك الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
يُدرس في كليات القرآن الكريم وليس لطلبة وطالبات المرحلة الثانوية، والسؤال الذي
يطرح نفسه: ما الهدف من تدريس دروس لطلبة وطالبات المرحلة الثانوية تُدرّس للمتخصصين في الدراسات القرآنية وفي
الشريعة الإسلامية؟
هذا ويلاحظ أنّ معدي المنهج
قد نقلوا موضوع الدرس عن ظاهرة الإلحاد من مرجعيْن أحدهما ذكر أنّ ظاهرة الإلحاد
ظهرت في الكجتمع الغربي في القرون الثلاثة الأخيرة، وفي صفحة أخرى من الدرس قالوا
إنّ ظاهرة الإلحاد ظهرت في المجتمع الغربي في القرنيْن الماضييْن، والسؤال هنا:
ألا يوجد مراجعين ومصححين ومدققين للمناهج الدراسية؟
كيف يمر مثل هذا الخطأ الواضح عليهم دون تصحيحه؟
****
موضوعات متفرقة
حديث أُمرت أن أْقاتل
النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلّا الله في مناهجنا الدراسية![67]
بالرغم
من أنّ حديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلّا الله محمد رسول
الله، وأنّ محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم
وأموالهم إلّا بحق الإسلام وحسابهم على الله "يخالف القرآن الكريم في قوله
تعالى:
1.
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا
أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ .وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ
الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) [68]
2.
(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ
مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [69]
4.
(ليس عليك هداهم ولكن الله
يهدي من يشاء) [71]
5.
(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ
ۚوَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [72]
أمّا الاستدلال بهذه الآية (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى
لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا
فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[73]
فاستدلال ليس في محله لأنّ
هذه الآية نزلت بشأن مشركي مكة الذين فتنوا المسلمين وعذّبوهم، وأجبروهم على
الهجرة إلى الحبشة، ثم إلى المدينة بعد تآمرهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم،
وليس في قتال غير المسلمين إلى أن يسلم جميعهم.
فرغم كل هذا التعارض مع القرآن الكريم إلّا نجد معدي مناهجنا الدينية مُصّرون على
تقريره في مادة التوحيد للتعليم الثانوي نظام المقررات (البرنامج التخصصي، مسار العلوم
الإنسانية) في درس موانع التكفير، ص 31، وذلك لكونه أخرجه البخاري في صحيحه في
كتاب الإيمان، باب "فإن تابوا وأقاموا الصلاة" 1/11، ومسلم في كتاب الإيمان،
باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله محمد رسول الله، ولم يأبهوا بمعارضته
للقرآن الكريم حتى الإمام مالك أسقطه من
موطأه عبر عملية التهذيب، وذلك لمخالفته للقرآن الكريم؛ إذ أجمع علماء الحديث عدم
اعتبار صحة الأحاديث المخالفة للقرآن الكريم، فهم يُقدسون صحيحي الإماميْن البخاري
ومسلم أكثر من كتاب الله( القرآن الكريم)
كما نجد بعض علمائنا أصدروا فتاوى تكفر وتبيح قتل
أية طائفة امتنعت من بعض الصلوات والمفروضات، مستدلين بهذا الحديث، فقد قال الإمام النووي تعليقًا: "فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو
الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام قليلًا أو كثيرًا" ، بل نجد بعضهم أفتى
بوجوب القتال حتى يكون الدين كله لله" هذا يعني أنّنا لو أخذنا بهذه الفتوى وجب
علينا القتال إلى أن تقوم الساعة لفرض الإسلام على الخلق أجمعين، وهذه الفتاوى تعزز
افتراءات المستشرقين بأنّ الإسلام انتشر بحد السيف، وقد استغل الدواعش هذا الحديث وفتاواه في استباحة دماء الناس بمن فيهم المسلمين
الذين كفروهم، بل نجدهم أسرفوا في تكفير المسلمين وقتلهم وأسرهم وتدمير ممتلكاتهم
وأسر واغتصاب نسائهم
إلى متى سنظل أسرى لفهم وتفسير القدماء للنصوص
الدينية رغم مخالفتها الواضحة للقرآن الكريم، والأخذ
بصحة المرويات عن الرسول صلى الله عليه وسلم رغم مخالفة متونها للقرآن الكريم،
والتسليم بصحتها لورودها في الصحيحين رغم ثبوت عدم صحة متونها؟
ولمصلحة
مَنْ تقرير هذا الحديث في مناهجنا وفي زمن التنظيمات الإرهابية التي تستغل مثل هذه
المرويات لتبرير أعمالها الإرهابية التكفيرية؟
****
لقد
استوقفني في منهج الحديث للتعليم الثانوي نظام المقررات البرنامج التخصصي، مسار
العلوم الإنسانية للعام الدراسي 2018/2019م، ص(14) من معلقات البخاري عن تحريم الموسيقى
والغناء:" عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنّه سمع النبي صلى
الله عليه وسلم يقول:" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر
والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيه– يعني الفقير-
لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم
الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة"
و(المُعلَّق)هو ما حذف أول سنده، سواء أكان المحذوف واحدًا أم أكثر
على التوالي، ولو إلى آخر السند، والأصل في الحديث المعلق أنّه مردود، وذلك لجهالة
المحذوف فيه، وفيه هشام بن عمّار(153- 245 هـ = 770- 859م)كان يبيع الحديث، وله مناكير، وقد قال عنه
الإمام أحمد: طياش خفيفً، وجاء في
سير أعلام النبلاء للذهبي في سيرة هشام بن
عمّار قلت: أما قول الإمام أحمد فيه: طياش;
فلأنّه بلغه عنه أنّه قال في خطبته: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه; فهذه الكلمة
لا ينبغي إطلاقها [75]،
وإن كان لها معنى صحيح، لكن يحتج بها الحلولي والاتحادي. وما بلغنا أنّه-سبحانه
وتعالى-تجلى لشيء إلا بجبل الطور، فكيف يُقبل حديث من يقول بالحلولية، وهي
الاعتقاد بأنّ الله يحل في بعض بني الإنسان، وتعتقد بالحلولية والاتحاد النُصيرية والمُتصوِّفة
الملحدة وإمامُهم الحَلَّاج، والقائلون بالحلولية يُسقطون العبادات والحساب عمن
يدعون أنّ الله قد حلّ فيه، أي يدّعون الألوهية" تعالى الله عمّا يصفون"(لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)ويُترك حديثان لا غبار على رواتهما وهما حديث الرُّبيع بنت معوذ، وحديث عائشة رضي الله عنها
عن غناء الجاريتيْن بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستنكره، وهما أيضًا واردان
في صحيح البخاري، ولا يوجد ما يخالفهما من القرآن الكريم، بينما يستدلون بحديث
هشام بن عمّار لكونهم يريدون تحريم الغناء فيأخذون بالمعلق ومطعون في أحد
رواته؟
والأغرب
في هذا أن يُدرّس في مدارسنا حديث غير
صحيح مطعون أحد رواته في عقيدته لتحريم الموسيقى والغناء الذي لا توجد أدلة من
القرآن والسنة الصحيحة تُحرّمه، بعدما توثقّت الدولة من عدم صحة أدلة محرِّمي
الموسيقى والغناء، فاعتمدتهما في خطتها الترفيهية، وقد تجاهل معدو المنهج الأدلة
التي تؤكد إباحتهما إلى جانب الحديثين الوارد ذكرهما، منها:
مزامير داود عليه السلام، لقد كان فضل الله سبحانه على داود كبيرًا؛ حيث كان حسن
الصوت، وعندما كان يصدح بصوته الجميل ويسبّح لله تعالى ويحمده كانت الجبال والطير
تسبّح معه، فمزامير داود هي تسابيح لله، وضروب دعاء، وأناشيد فيها حمد وسجود
وتمجيد له سبحانه، وهي ما كان يتغنّى بها داود عليه السلام من الزبور، وقد شبّه
الرسول صلّى الله عليه وسلام حسن صوت داود وجمال نغمته بصوت المزمار، والذي هو آلة
موسيقية يستخدمها المغنّي، ومدحه عليه الصلاة والسلام صوت أبي موسى الأشْعري-وكان
حلوًا-وقد سمِعَه يتغنَّى بالقرآن، فقال له: "لقد أوتيتَ مِزْمارًا من مزامير
آل داود" متفق عليه، وكذلك قراءة القرآن
الكريم من قبل معظم المقرئين بمن فيهم من أئمة الحرميْن الشريفيْن طبقًا لمقامات سبعة من مقامات
الغناء والموسيقى، وهي: البيات، والرست، الجاهركاه،النهاوند، الصبا، السيكاه،
الحجاز، بل نجد أهداف الدرس التي وضعها
معدو المنهج، فيها تحريض على الدولة، ومخالفة صريحة لرؤيتها؛ إذ جاء فيها الآتي: "تعظم
حرمات الله وحدوده، تبين حكم الغناء والمعازف، توضح المفاسد المترتبة على الاستماع للغناء، تحذر من الاستماع
إلى الأغاني المحرمة، تدرك خطورة استحلال المحرمات.شريعة الله واضحة المعالم، قد بين الله فيها الحلال من الحرام،
وحين يتعدى أقوام حدود الشريعة فيقترفوا المحرمات فذلك من المنكرات، وأعظم من ذلك
وأشد حين تبدل أحكام الله باستباَحة المحرمات، وتغيير الشرع المطهر والافتيات
عليه، وذكر معدو المنهج أنّ من إرشادات الحديث" دل الحديث على تحريم المعازف؛ وذلك من وجهين :
أ- أنّ النبي صلى الله عليه
وسلم أخبر أنّ أقوامًا منهم أمته يستحلون
هذه المعازف، فلو كانت مباحة لما أخبر أنّهم يستحلونها، وإنّما استحلوا ما حرّم
الله تعالى مخالفة لحكمه .
ب – أنّ النبي صلى الله عليه
وسلم قرن استحلال المعازف باستحلال ما عُلم تحريمه من دين الإسلام بالضرورة، وهو
الزنا والخمر، وهذا يدل على شدة تحريمه"
والسؤال: أين وزارة التعليم؟
****
تمّ بحمد الله وبتوفيقه.
[1] . مادة الحديث والثقافة الإسلامية المستوى
الرابع في النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام الدراسي 2018/2019م
درس تكريم الإسلام للمرأة وخطورة الاختلاط في الصفحات 138-145.
[12] . نُشر في جريدة المدينة يوم السبت الموافق
8/6/2019م،رابط المقال:https://www.al-madina.com/article/634379/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-(2)
[16] . نُشر هذا المقال في جريدة المدينة يوم السبت الموافق
15/6/2019م، رابط المقال:
https://www.al-madina.com/article/635533
[18] . درس" عمل المرأة" في مادة الفقه
للسنة الثالث ثانوي للفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2018/ 2019.
[23] . درس "حقوق الزوجيْن" في الصفحتين(170،171)من
مادة الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية لعام 2018/2019م.
[41] . ضعيف الجامع الصغير 4842، الإرواء 1998،مشكاة
المصابيح 3266.[محمد ناصر الألباني: ضعيف سنن أبي داود، باب في حق الزوج على الزوجة،
ص 210،الطبعة الأولى 1412هـ - 1991م، المكتب الإسلامي، الرياض.]
[47] . منهج" الفقه"
للمستوى السادس النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام
الدراسي 2018/2019، في درس"النشوز" في الصفحات (88-91)
[48] . فقه
المستوى السادس النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام
الدراسي 2018/2019، ص 89.
[57] . الحديث والثقافة الإسلامية للمستوى الرابع
النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري، درس" ظاهرة الإلحاد"
في الصفحات(82ــــــ 86).
[67] . مادة التوحيد للتعليم
الثانوي نظام المقررات (البرنامج التخصصي، مسار العلوم الإنسانية) في درس موانع
التكفير، ص 31.
[74] . مادة الحديث للتعليم الثانوي نظام المقررات
البرنامج التخصصي، مسار العلوم الإنسانية للعام الدراسي 2018/2019م، ص(14).
التسميات:
تصحيح الخطاب الإسلامي,
كيف يتحقق الإصلاح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
شهادات تقديرية
المواضيع الأكثر قراءة
-
إلى خادم الحرميْن الشريفيْن بقلم / د. سهيلة زين العابدين حمّاد قال مؤسس هذه الدولة وال...
-
يا خادم الحرميْن الشريفيْن أهل الحرم النبوي الشريف يستصرخون " وا عبد الله" فهلّا لبيتم النداء! بقلم/ د. سهيلة زين العا...
-
ماذا عن اللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء؟(1) بالرغم من أنّ المرأة والطفل الحلقة الأضعف والأكثـر عُرضة للعنف والإيذاء نجد النظا...
-
أسماء أئمة المسجد النبوي في العهد السعودي مرتبة حسب الأقدم وفاةً والأحياء الأقدم ولادة (يوجد اسم والدي رحمه الله الإمام الحافظ الشيخ زين ا...
-
طاعة الزوجة للزوج"نظرة تصحيحية" ورقة عمل مقدمة من د. سهيلة زين العابدين حمَّاد عض...
روابط ذات صلة
- إتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة
- رابطة الأدب الإسلامي العالمية
- المركز الوطني للوثائق والمحفوظات
- وزارة الشؤون الإجتماعية بالمملكة العربية السعودية
- وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية
- وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية
- وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية
- وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية
- وزارة الداخلية السعودية
- الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج
- برنامج الأمان الأسري بالمملكة العربية السعودية
- هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية
- الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية
- تابعني علي تويتر
- تابعني علي الفيس بوك
0 التعليقات: