زوارنا اليوم


web counter

About Me

صورتي
الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد
الرياض, الرياض, Saudi Arabia
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

عدد زوار المدونة اليوم

إرشيف المقالات

حديث الذكريات

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2

الأحد، 30 ديسمبر 2018

postheadericon هل يُبيح الإسلام للموسيقى والغناء ؟(1)


                                  
سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر يوم السبت الموافق 22/12/2018

 ليس بغريب عن الإسلام أن يُبيح الغناء والموسيقى ،لأنّه دين الفطرة، والموسيقى والغناء من الأمور الفطرية التي فطر الله النّاس عليها، بدليل أنّ كل الأمم والشعوب في كل الأزمان والأمصار لها تراث غنائي وموسيقي،
فنظرةُ الإسلام  إلى الإنسان نظرةً شامله لم تقم على التجزئة، وإنّما على التوازن. الإنسان في الإسلام مادة وروح، فهو مزيج من قبضة من طين الأرض ونفحة من روح الله امتزج الاثنان في كيان واحد مترابط رغم اختلافهما، ويوضح هذا قوله تعالى في سورة ص (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)[71-72] وقد تعامل الإسلام مع الإنسان وفق هذه النظرة ووضح تعاليمه له موازنًا فيها بين المادة والروح، فلا يبخس للجسد حقًا  ليوفي حقوق الروح فيحرم المباح، ولا يبخس للروح حقا ليوفي حقوق الجسد فيبيح المحرمات (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)[القصص:77]  وهنا تتجلى معجزة الإسلام في مراعاته لطبيعة الإنسان؛ إذ وازن بين رغباته الحيوانية وسموه الملائكي، فالإنسان في نظر الإسلام من حيث طبيعته موحد بين النواحي المادية والروحية والحاجات النفسية، فلا يجزّءه، فيؤمن بحيوانية الإنسان أي ماديته كالداروينية التي نشأت عنها المذاهب المادية كالماركسية والفرويدية، ولا يؤمن برهبانية الإنسان كالبوذية والهندوكية، يقول تعالى :(وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)[الحديد: 27]، ولكنه وزان بين متطلباته المادية والروحية،   فهو يسمو بالنفس الإنسانية، وعواطفها إلى مراتب عليا من الطهر والعفاف، دون أن يجردها من روحانيتها أومن  ماديتها بتنظيمها وتوجيهها الوجهة الصحيحة دون أن تنحرف، أو تفقد صفتها الإنسانية وجمالها الذي تستمده  من جمال الكون وإبداع خلقه الذي يفجِّر طاقات الإبداع فيها، ومن نظرة الإسلام للجمال الذي يشمل الإنسان والحياة وكل ما في هذا الكون، فأباح ممارسة الفنون لمن أودع الله من خلقه المواهب الفنية على اختلافها من شعر وأدب وموسيقى ولحن وغناء ورسم و..الخ، وأباح التذّوق والاستمتاع بها لخلقه أجمعين.  هذا ولا تقتصر نظرة الإسلام إلى الإنسان من حيث طبيعته ومكوناته، وإنّما تمتد إلى كينونته ودوره في هذه الحياة فالإنسان في القرآن مخلوق مكلف ذو رسالة هي الاستخلاف(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة:30]. فكيف يستطيع الإنسان أن يقوم بمهمة الاستخلاف وإعمار الكون، دون أن يُلبِّي حاجات النفس من الترويح  والترفيه؟ فقد روى مسلم عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرًا. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك؟." قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات."   والذي يستوقف ذوو فكر وبصيرة كيف يترك المحرّمون للغناء والموسيقى الحديثان الواردان في صحيح البخاري وهما حديث الرُّبيع بنت معوذ، وحديث عائشة رضي الله عنها عن غناء الجاريتيْن بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستنكره ويستدلون بحديث هشام بن عمّار؟
للحديث صلة.
المصدر : جريدة المدينة https://www.al-madina.com/article/605405

0 التعليقات:

شهادات تقديرية

المواضيع الأكثر قراءة

كلمة الملك عبد الله في مجلس الشوري

أصداء المدونة

موقع محيط كتب على عليوة انشأت الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد الناقدة الادبية ورائدة الأدب الإسلامي والناشطة الحقوقية السعودية مدونة لها علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت إلى الدكتورة سهيلة زين العابدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك جزيل الشكر على هذه المدونة الرائعة فقد حفظتها عندي وسوف أطلع عليها بدقة وتفصيل لأن فيها كثير من المواضيع التي تهنمي في رسالتي. كما أن التوقيت كان رائعا فكان في اليوم الوطني وكما ذكرت فهو أيضا يوم المرأة السعودية فحقوق المرأة لا تؤخذ إلا بجهد وإصرار من المرأة نفسها. حق المرأة في الترشيح في مجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى هي بداية الطريق. ولك مني فائق شكري وتقديري، نجاة السعيد جميل جدا أيتها الرائعة وسأستمتع بزيارتها من وقت لآخر لأستفيد وأنتفع بجميل تعليقاتك وكتاباتك. اخوك حسين الحكمي مانشسر-بريطانيا غاليتي د.سهيلة اهنئك على هذا العطاء المستدام وهذه زكاة علم ينفع الله بك المجتمع و طلبة العلم جزاك الله الف خير، و انت نموذج مشرف للمرأة السعودية ، ونتمنى ان يزيد الله من أمثالك في مجتمعنا كما اود تهنئتك و جميع نساء بلدي بحصول النساء على بعض الحقوق بدخول المرأة كعضو في مجلس الشورى و المجلس البلدي . أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين تحياتي العطرة د.نائلة عطار السلام عليكم دكتورة سهيلة رغم انه لم استطع فتح المدونة على الوجه الاكمل فان انتاجك يحتاج ان يجمع في مثل هذه المدونة يستفيد منها الناس في داخل المملكة وخارجها خاصة بعد التشريعات الجديدة التي تعيد للمرأة حقوقها تسلم الأيادي والسلام نصر الدين دبجي • Mr. Nasreddine Djebbi • السلام عليكم و رحمة الله • • مبارك إن شاء الله هذا الانجاز... و الله لقد أدخلت السرور إلى نفسي بتلك القنوات التي استخدمتها أخيرا لنشر إنتاجك و لتتواصلي مع الناس. و هذا هو ياسيدتي من متطلبات العصر الحديث و لغة العالم الجديدة. • • عسى الله أن ينفعنا بها و يوفقك دائما لكل مافيه خير دنياك و رضا رب العالمين عنك • • تحياتي • إيمان

تكبير خط المدونة

+ + + + +

مداخلة الدكتورة سهيلة في مؤتمر الخطاب الإسلامي