زوارنا اليوم


web counter

About Me

صورتي
الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد
الرياض, الرياض, Saudi Arabia
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

عدد زوار المدونة اليوم

إرشيف المقالات

حديث الذكريات

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)

كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2

الجمعة، 20 مارس 2020

postheadericon تغييب دور الصحابيات الجليلات في تأسيس دولة الإسلام الأولى في مناهجنا الدراسية(2)



سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في جريدة المدينة يوم السبت الموافق 8/3/ 2020م


     من المؤسف أنّ معدي مناهج (التاريخ) في المراحل الدراسية الثلاث(ابتدائي ومتوسط وثانوي) لم يكتفوا بتقليص تاريخ السيرة النبوية، فبلغت نسبتها(8.6%) من مجموع المادة التاريخية المقررة للمراحل الدراسية الثلاث، فقد غيّبوا دور الصحابيات الجليلات في تأسيس الدولة الإسلامية، وبنائها الحضاري، فتجاهلوا صمودها وثباتها وتحملها التعذيب،
فكانت أول شهيد في الإسلام امرأة، كما تحملت الجوع والعطش في حصار شعب بن أبي طالب على مدى ثلاث سنوات، وما قدمته السيدة خديجة رضي الله عنها من طعام سرًا للمحاصرين، وتعريض أسماء بنت الصديق حياتها للخطر، وهي تحمل الطعام سرًا للرسول(ص) وصاحبه أبي بكر في غار ثور المرتفع عن سطح البحر(760م) كما شاركت في الهجرتيْن إلى الحبشة، والهجرة إلى المدينة.
   وكما تجاهل معدو المناهج هذه الحقائق التاريخية، فقد تجاهلوا أيضًا الأدلة الواضحة على وجوب بيعة النساء الواردة في الآية (12) من سورة الممتحنة، وهي سورة مدنية(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) مع أنَّ هذا التخصيص للنساء بالبيعة جاء للتأكيد على بيعتهن ، واستقلالها عن بيعة الرجال، وقد بايع الرجال الرسول صلى الله عليه وسلم  بيعة العقبة الأولى على بيعة النساء، كما قال عبادة بن الصامت:» أخذ علينا رسول الله كما أخذ على النساء؛ ولذا سُمِّيت بِ"بيعة النساء"، وقد ورد في كتب السيرة والتاريخ أنّ أولى بيعات النساء للرسول(ص)كانت بيعة في مكة، وقد شهدتها سبع نسوة منهن أسماء بنت عُميس.[انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، 8219]، وثانيها بيعة العقبة الثانية على عقد تأسيس الدولة الإسلامية الأولى التي كانت في موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة، حيث قدم مكة من الأنصار: ثلاثة وسبعون رجلا، ومعهم امرأتان من نسائهم هما: نسيبة بنت كعب"أم عمارة"، وأسماء بنت عمر بن عدي بن نابي، وهي أم منيع والدة معاذ بن جبل لأداء مناسك الحج، وكانت هذه البيعة هي بيعة الحرب، والتي هي يقول فيها المبايعون:" أن نقاتل من قاتلنا، وأن نحمي الدعوة الإسلامية، ونحمي صاحبها عليه الصلاة والسلام ممن نحمي منه نساءنا وأطفالنا"[ابن هشام: السيرة النبوية1/437،الطبري: تاريخ الرسل والملوك2/359] وقال عبادة بن الصامت:" إنَّا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب على السمع والطَّاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا فيه لومة لائم، وعلى أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم علينا يثرب ممَّا نمنع به أنفسنا وأرواحنا وأبناءنا، ولنا الجنة."[ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 454،ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 161.]
وكانت للنساء بيعة عند مقدمه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، كما بايعنه بيعة الرضوان وهي على القتال في سبيل الله، والنساء اللائي حضرن هذه البيعة «الربيع بنت معوذ بن عقبة بن حزام بن جندب الأنصارية النجارية من بني عدي بن النجار، ونسيبة بنت كعب بن عمار، وأسماء ابنة عم بن عدي أم منيع ، وسلمى بنت قيس بن عمر أم المنذر، وقد قال الله فيهم قوله تعالى:( إِنَّ الذينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِم فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بَمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرَاً عَظِيمَاً)[الفتح: 10] وقال تعالى في ذات السورة:( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعَونَكَ تَحْتَ الشَّجَرةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحَاً قَرِيبَاً.)[الفتح : 18]
كما كانت لهن بيعة يوم فتح مكة، وقد التزم النساء بما بايعن، فشاركن في القتال وفي بناء الدولة الإسلامية الحضاري.
للحديث صلة.
المصدر : جريدة المدينة https://www.al-madina.com/article/676152


0 التعليقات:

شهادات تقديرية

المواضيع الأكثر قراءة

كلمة الملك عبد الله في مجلس الشوري

أصداء المدونة

موقع محيط كتب على عليوة انشأت الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد الناقدة الادبية ورائدة الأدب الإسلامي والناشطة الحقوقية السعودية مدونة لها علي شبكة المعلومات الدولية "الانترنت إلى الدكتورة سهيلة زين العابدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك جزيل الشكر على هذه المدونة الرائعة فقد حفظتها عندي وسوف أطلع عليها بدقة وتفصيل لأن فيها كثير من المواضيع التي تهنمي في رسالتي. كما أن التوقيت كان رائعا فكان في اليوم الوطني وكما ذكرت فهو أيضا يوم المرأة السعودية فحقوق المرأة لا تؤخذ إلا بجهد وإصرار من المرأة نفسها. حق المرأة في الترشيح في مجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى هي بداية الطريق. ولك مني فائق شكري وتقديري، نجاة السعيد جميل جدا أيتها الرائعة وسأستمتع بزيارتها من وقت لآخر لأستفيد وأنتفع بجميل تعليقاتك وكتاباتك. اخوك حسين الحكمي مانشسر-بريطانيا غاليتي د.سهيلة اهنئك على هذا العطاء المستدام وهذه زكاة علم ينفع الله بك المجتمع و طلبة العلم جزاك الله الف خير، و انت نموذج مشرف للمرأة السعودية ، ونتمنى ان يزيد الله من أمثالك في مجتمعنا كما اود تهنئتك و جميع نساء بلدي بحصول النساء على بعض الحقوق بدخول المرأة كعضو في مجلس الشورى و المجلس البلدي . أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين تحياتي العطرة د.نائلة عطار السلام عليكم دكتورة سهيلة رغم انه لم استطع فتح المدونة على الوجه الاكمل فان انتاجك يحتاج ان يجمع في مثل هذه المدونة يستفيد منها الناس في داخل المملكة وخارجها خاصة بعد التشريعات الجديدة التي تعيد للمرأة حقوقها تسلم الأيادي والسلام نصر الدين دبجي • Mr. Nasreddine Djebbi • السلام عليكم و رحمة الله • • مبارك إن شاء الله هذا الانجاز... و الله لقد أدخلت السرور إلى نفسي بتلك القنوات التي استخدمتها أخيرا لنشر إنتاجك و لتتواصلي مع الناس. و هذا هو ياسيدتي من متطلبات العصر الحديث و لغة العالم الجديدة. • • عسى الله أن ينفعنا بها و يوفقك دائما لكل مافيه خير دنياك و رضا رب العالمين عنك • • تحياتي • إيمان

تكبير خط المدونة

+ + + + +

مداخلة الدكتورة سهيلة في مؤتمر الخطاب الإسلامي