زوارنا اليوم
أقســـــام المقـــالات
- تصحيح الخطاب الإسلامي للمرأة
- تصحيح الخطاب الإسلامي
- حقوق الإنسان
- قضايا الأمة العربية والإسلامية
- قضايا المرأة
- كيف يتحقق الإصلاح
- قضايا الطفولة والشباب
- بحوث ودراسات ومقالات تاريخية
- رسائل ومقالات بعض الأدباء والمفكرين حول كتاباتي
- أدب ونقد
- معاركي الأدبية
- خواطر وخلجات نفس
- قصص من الواقع
- كلماتي في بعض المناسبات
- أنا وأدب الرسائل
- نقاشي مع متابعي التويتر وأصدقاء الفيس بوك
About Me
إرشيف المقالات
-
▼
2020
(38)
- سبتمبر (1)
- أغسطس (3)
- يوليو (2)
- يونيو (5)
- مايو (5)
- أبريل (7)
- مارس (6)
- فبراير (5)
- يناير (4)
-
◄
2019
(68)
- ديسمبر (9)
- نوفمبر (8)
- أكتوبر (5)
- سبتمبر (7)
- أغسطس (10)
- يوليو (3)
- يونيو (6)
- مايو (2)
- أبريل (3)
- مارس (5)
- فبراير (4)
- يناير (6)
-
◄
2018
(76)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (4)
- أكتوبر (7)
- سبتمبر (5)
- أغسطس (6)
- يوليو (4)
- يونيو (6)
- مايو (4)
- أبريل (6)
- مارس (9)
- فبراير (11)
- يناير (8)
-
◄
2017
(65)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (4)
- أكتوبر (8)
- سبتمبر (4)
- أغسطس (4)
- يوليو (4)
- يونيو (5)
- مايو (6)
- أبريل (8)
- مارس (4)
- فبراير (6)
- يناير (6)
-
◄
2016
(136)
- ديسمبر (7)
- نوفمبر (3)
- أكتوبر (8)
- سبتمبر (15)
- أغسطس (12)
- يوليو (13)
- يونيو (23)
- مايو (3)
- أبريل (7)
- مارس (11)
- فبراير (12)
- يناير (22)
-
◄
2015
(64)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (5)
- أكتوبر (5)
- سبتمبر (5)
- أغسطس (6)
- يوليو (5)
- يونيو (7)
- مايو (4)
- أبريل (6)
- مارس (5)
- فبراير (4)
- يناير (6)
-
◄
2014
(68)
- ديسمبر (6)
- نوفمبر (8)
- أكتوبر (10)
- سبتمبر (2)
- أغسطس (5)
- يوليو (3)
- يونيو (5)
- مايو (7)
- أبريل (5)
- مارس (4)
- فبراير (7)
- يناير (6)
-
◄
2013
(125)
- ديسمبر (7)
- نوفمبر (5)
- أكتوبر (9)
- سبتمبر (7)
- أغسطس (8)
- يوليو (10)
- يونيو (10)
- مايو (19)
- أبريل (10)
- مارس (5)
- فبراير (14)
- يناير (21)
حديث الذكريات
كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي (1)
كلمة الدكتورة سهيلة في الخطاب الإسلامي 2
الخطبة في مناهج الثقافة الإسلامية بجامعاتنا
سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة يوم السبت الموافق 15
أغسطس 2020م
الذي استوقفني فيما ورد عن الخطبة في مناهج الثقافة
الإسلامية في جامعاتنا الآتي:
أولًا: ما ورد فيها جواز التلميح بالخطبة للمرأة
المعتدة لوفاة زوجها: " كأن يقول لها،
وهي في العدة:" أدعو الله أن يرزقني بزوجة صالحة، فتفهم المرأة أنّه يريد
خطبتها فلا حرج عليهما، وقد نصّ القرآن على هذه الحالة في قوله تعالى:(وَلَا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ
أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ
وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا
تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[البقرة:235] وقد جاء في تفسير الطبري لهذه الآية:"حدثني
يعقوب قال، حدثنا ابن علية, عن ليث, عن مجاهد في قوله: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ
فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ)، قال: يقول: " إنك لجميلة,
وإنك لنافقة, وإنك إلى خير ".
ويعني هذا جواز خروج المعتدة من بيتها، وهي كاشفة
لوجهها، وهذا خلاف ما يردده خطابنا الديني المفسر من قبل البشر بإلزام المرأة
تغطية وجهها، هذا أولًا، وثانيًا: الحكم بحبس المُعتدة في بيتها طوال عدتها حتى لو
كانت مُسِّنة، حتى جاءتني إحدى الطبيبات تسألني هل يوجد حرمة على أم زوجي ـــ وكانت
سيدة مسنِّة ـــ المعتدة لوفاة زوجها أن تأتي المسجد لتصلي صلاة التراويح؟
وهذا يُبيِّن
لنا مدى مخالفة خطابنا الديني المُفسّر من قبل البشر الخطاب الإلهي المُنزّل، ولكن
لشدة تأثير الخطاب الديني المُفسر من قبل البشر على عقول وأذهان أولادنا وبناتنا
أعتبر بعض الطلبة والطالبات أنّ هذا التعريض يدخل في نطاق التحرّش والمعاكسات، كما
اعتبرته أم إحدى الطالبات الجامعيات، بالقول
في تغريدة عبر التويتر، هل هذا أخلاقي؟ هل الدين دعا أن يتحرّش بالمرأة التي في
العدة أو المعاكسات بألفاظ مثل ذلك"، وقالت في تغريدة أخرى: "حتى
التلميحات وضع الإسلام ضوابط وشروط وأخلاقيات لا تترك هكذا بشكل عام، لأنّ الأصل
لمن في العدة تجنّب الاختلاط والخروج".
ثانيًا : ما ورد بشأن رد المخطوبة الهدايا التي أهداها
لها خطيبها فترة الخطوبة في حال فسخ الخطوبة إن كان الرفض من جهة المرأة.
إنّ
الهدايا التي يُقدّمها الخاطب لخطبته فترة الخطوبة "ُقدّمها من تلقاء نفسه،
ولم تُلزمه خطيبته، أو أحد من أهلها أن يُقدّمها لها، فتنطبق عليها أحكام"
الهبة" فكيف يُلزم بعض الفقهاء وبعض مدوني الأحوال الشخصية في البلاد العربية
أن ترد الخطيبة هداياه التي قدّمها لها فترة الخطوبة؟ [. الفقرة ب)
من المادة (3) من النظام الموحد للأحوال الشخصية لدول مجلس التعاون :
" يرد من عدل عن الخطبة دون مقتض الهدايا بعينها، إن كانت قائمة وإلا فمثلها
أو قيمتها يوم القبض ما لم يقض العرف بغير ذلك، أو كانت مما تستهلك
بطبيعتها."]
إنّ القائلين بِردِّ الهدايا للخاطب في حال فسخ
الخطبة، فهؤلاء تركوا ما جاء في السنة المشرّفة؛ إذ نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن رد الهدية، إذا لم يكن هناك سبب يدعو لذلك،
فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(أجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ،
وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ).[رواه الإمام أحمد
(3838)، والبخاري في "الأدب المفرد"وابن حبان في "روضة العقلاء"وصحّحه
الألباني في "الإرواء"
قال ابن حبان رحمه الله ": زجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم في هذا الخبر عَن ترك قبول الهدايا
بين المسلمين، فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية: أن يقبلها، ولا يردها، ثم يثيب
عليها إذا قدر، ويشكر عنها، وإني لأستحب للناس بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم؛ إذ
الهدية تورث المحبة وتذهب الضغينة" انتهى .
وروى الإمام أحمد
عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:" مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ
مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ،
فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ"[رواه
الإمام أحمد (17936) ، وصحّحه الألباني في "الصحيحة"(1005)]
ثالثًا:
اعتبار الهدايا من المهر
الهدايا ليست من المهر
ممّا يِثير الدهشة والاستغراب اعتبار بعض الفقهاء، وفي بعض مدونات الأحوال
الشخصية أنّ الهدايا في فترة الخطوبة من
المهر، ومعروف أنّ المهر منصوص على قيمته
في عقد الزواج، ولا علاقة للهدايا التي يقدمها الخاطب لخطيبته فترة الخطوبة بالمهر،
لأنّ اعتبارها من المهر سيلزم الزوجة بإعادتها لزوجها في حالة الخلع، وفي هذا
منتهى الظلم للمرأة، فالخطيب لم يلزمه أحد بإهداء خطيبته هدايا، هو أهداها لها بدافع
من نفسه، وبرضاه، فكيف يحق له استرجاعها إذا فسخت الخطيبة الخطبة، والعرف لا يُعطي
هذا الخطيب حق استرجاع هديته التي يُهديها لشخص ما، فلماذا يُعطى حق استرجاعها من
خطيبته في حال فسخها الخطوبة؟
المصدر
: جريدة المدينة https://www.al-madina.com/article/697355/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7
جعل السنة في مرتبة القرآن في مناهج الثقافة الإسلامية في إحدى جامعاتنا(3)
سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة يوم
السبت الموافق 8/8/ 2020م
هذا الحديث مقرر في منهجين للثقافة
الإسلامية بجامعتيْن من جامعاتنا.
تخريج حديث"حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَة،َ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ كَثِيرِ بْنِ دِينَار،ٍ
عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ
مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا
وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ
فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا
كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ، إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ
عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ
يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ.
حريز بن عثمان
أما حريز بن
عثمان نفسه فالاختلاف فيه شديد فمنهم من يوثقه، ومنهم من يرميه بالنصب، ومنهم من
يتهمه بالكذب، ومنهم من يقول عنه بأنّه متروك، ومنهم من ينقل عنه أنّه نفى عن نفسه
التهمة بأنّه كان يسب عليً بن أبي طالب. وهناك اختلاف المحدثين في أقوالهم عنه،
فتجد أحدهم يجرحه وفي نفس الوقت يوثقه، أو يثبت جرحه مرة وينفيه مرة أخرى، قال ابن
حجر في التقريب: “ثقة ثبت رمي بالنصب”
المقدام بن معد يكرب الكندي
المعروف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حرّم
الحمر الأهلية أو الحمار الأهلي زمن موقعة خيبر التي وقعت في السنة السابعة أو
السادسة، واتفق الإمامان مالك و الزهري على أنّها وقعت في السنة السادسة للهجرة. و
حسب كلام المؤرخين مثل الذهبي و غيره أنّ المقدام بن معد يكرب الكندي قد توفي سنة 87ه،
وهو ابن 91 سنة. هذا يعني بأنّه ولد في السنة الرابعة قبل الهجرة، وبهذا يكون عمره
زمن خيبر عشرة أعوام! و معروف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استصغر أناسًا من
الصحابة في موقعة أحد منهم ابن عمر وفي بعض الروايات جابر بن عبدالله أو أبو سعيد
الخدري وكل هؤلاء أعمارهم وقت موقعة أحد حوالي 14 و فوق! فإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم استصغر
من كان عمره 14، فلا يستصغر من كان عمره 10 أعوام, وخاصة أنّ عدد المسلمين وعدتهم في
خيبر أكثر ممّا كانوا عليه في أحد أو بدر؟
أمّا رواية
هذا الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب
الكندي لم يخرجه أي من أصحاب الكتب الستة إلّا أبو داود في سننه والإمام أحمد في
مسنده. بل إنّ أحاديثه غير مخرجة في الكتب الستة سوى سنن أبي داود، و أخرج له الإمام
أحمد في مسنده وأخرج له النسائي حديثًا غير هذا الحديث في “السنن الكبرى”. ولو
بحثنا في مروياته فلن نجد إلّا أحاديث يسيرة مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم لا
يكاد يصح منها شيء من غير مقال بحكم المحدثين القدام، وله حديث عن عبدالله بن عبد الثمالي:“
لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي…” الحديث الذي ضعفه الألباني في ضعيف
الجامع و له حديث مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه ابن القطان بأنّه
مجهول.
وأما
عبدالله بن عبد الثمالي فكما في كتاب:“ المخزون في علم الحديث لأبي الفتح
الأزدي” لم يروي عنه إلّا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي. فإذا الرجل يروي عن أناس
لا يعرفون وليست لهم روايات إلا حديث واحد. و من تتبع المرويات المنسوبة له لوجد
أحاديث منكرة كما في كتاب “مداراة الناس” لابن أبي الدنيا و كتاب “الفتن” لنعيم بن
حماد. ومن كان مثله حري أن لا يُوثق و ينبغي
أن يُتوقف في مروياته والله أعلم.
ورواية الحديث عن طريق محمد بن الوليد بن عامر
الزبيدي عن مروان بن رؤبة التغلبي عن عبدالرحمن بن أبي عوف عن المقدام بن معد يكرب
الكندي لم يخلو أيضًا من مقال، وقال ابن
حجر في التهذيب عن مروان بن رؤبة أنّه مجهول.
ثم إنّ رواية أبي داود عنه ليس فيها ذكر “شبعان على
أريكته” أو “أوتيت القرآن و مثله” أو “أوتيت القرآن و ما يعدله” أو“بيني وبينكم
الكتاب” فهذا الجزء من الحديث ليس في رواية أبي داود ولكن قد يُقال بأنّه اختصره.
وهذا ليس له.
وهكذا نجد
الحديث من حيث المتن غير مقبول البتة؛ إذ لا يمكن مقارنة كلام الله بكلام المخلوق حتى
لو كان خاتم الأنبياء والمرسلين، وجعله في مرتبة واحدة بإيهام أنّه وحي من الله،
حتى الآيات القرآنية التي تتحدّث عن القرآن نقول المقصودة السنة النبوية، ويؤيّد هذا
القول بحديث مخالف للقرآن الكريم متنًا وضعيف من حيث الإسناد بطرقه الثلاث.
فالقول إنّ
قوله تعالى( إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) هي السنة تمثل رأي مؤلفي الكتاب،
وقد تأثروا بما ورد في تفسير القرطبي بهذا الصدد، ونشر هذا الفكر وتدريسه لأولادنا
فيه تضليل وإضلال يثير الشكوك حول صحة القرآن الكريم.
السنة النبوية في مرتبة القرآن في مناهج الثقافة الإسلامية في إحدى جامعاتنا(2)
سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة يوم
السبت الموافق 25/ 7/ 2020م
بيّنتُ في الحلقة الماضية أنّ القرآن الكريم هو المقصود في قوله تعالى:(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) فالقرآن الكريم هو وحده الموحى به معنى ولفظًا، ولا مثيل له، وما ورد في الحديث إن كان المقصود"ومثله معه" في الحديث: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ"، فهذا يعني الآتي:
1.
أنّ
القرآن ليس بمعجز فإنّ البشر أتوا بمثل ما في أيدينا من أحاديث، ولكنهم إلى اليوم
لم يستطيعوا أن يأتوا بآية مثل القرآن، ولن يستطيعوا ذلك، فقد قال سبحانه وتعالى:(فإن
لم تفعلوا ولن تفعلوا) وهذا لا يحتاج إلى مزيد بيان. و إن كان المقصود“ومثله معه”
من جنس القرآن فأيضًا باطل، فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، وأهل السنة يؤمنون بأنّ القرآن كلام الله فكيف يكون شيء
مثله؟ إنّه يُخالف قوله تعالى:(قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا
الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)،
فكيف يكون وحيان لرسول واحد، هما القرآن والسنة، فإن كانت السنة وحيًا كالقرآن، ما
هي كيفية هذا الوحي؟ الوحي مباشرة من الله جل جلاله إلى رسول الله دون مبّلغ عنه
كما في القرآن الكريم، فإن كان جبريل عليه السلام، هو مبلغ وحي الله بالقرآن
الكريم والسنة للرسول صلى الله عليه وسلّم – كما يقول البعض- فلا حاجة للرواة، كما هي الحال في القرآن.
2.
إن
كانت السنة وحيًا كالقرآن ب لم أجد تفسيرًا لوجود هذا الكم الكبير من الرواة، وهذا
الكم الكبير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والشاذة والمفردة وأحاديث الأحاد،
ووجود عدة طرق للحديث الواحد، ويختلف معظمها في بعض الكلمات، وبعضها مخالف للقرآن
الكريم، وبعضها المرسل، وبعضها المضطرب، والرواة الذين منهم المدلس، ومنهم المتروك
أو المجهول، ومنهم الذي يكذب، أو يخطئ، أو يخلط، أو له أوهام، فطالما هو وحي من عند الله كالقرآن، فيأتي النص
كما أُوحي به مثل القرآن، ما حاجتنا إلى كل هؤلاء الرواة، وأنواع الحديث؟
3.
وإن كان اجتهاده عليه الصلاة والسلام وحيًا من
الله لما عوتب على بعض اجتهاداته، مثل:
·
(يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَات
أَزْوَاجِكَ)
·
(
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ
أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)
·
(عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)
·
(مَا
كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ
كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ)،
·
(مَا
كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ
عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ،
لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ)
·
(أَمَّا
مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى،
وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى.)
4.
إن
كانت السنة وحيًا من الله كالقرآن لما كان عليه الصلاة والسلام يستشير زوجاته
وصحابته رضوان الله عليهن أجمعين، عملًا بقوله تعالى:(وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران 159]
5.
إن
كانت السنة كالقرآن وحيًا من الله، لما جاء قوله تعالى على لسان نبيه الكريم:(قُل
لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚوَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ
مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ)[الأعراف: 188].
6.
ولو
كانت السنة وحيًا كالقرآن لما قال الرسول صلى الله عليه وسلّم" أنتم أدرى
بشؤون دنياكم".
أمّا حديث حسّان بن عطية
التي استشهد به معدو منهج الثقافة الإسلامية في إحدى جامعاتنا على أنّ السنة وحي
من الله كالقرآن الذي نصّه:" كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن"[الدرامي في
سننه]،فكيف يؤخذ بهذا الحديث وراويه(حسّان بن عطية) مطعون في عقيدته؛ إذ كان من
القدريين كما جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي، والقدريون هم الذين ينفُون قدر
الله تعالى، ويقولون: إنّ الله تعالى لم يخلق أفعال العباد، ويجعلون العبد خالقَ
فِعل نفسه، ويقولون: إنّ الله تعالى لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه، ونجده وضع الوحي
بالسنة عن طريق جبريل عليه السلام مثل القرآن، أي جعل السنة في مرتبة القرآن بالوحي
الجلي: وهو ما يلقيه مَلَك الوحي المرسل من الله تعالى إلى رسول الله، فيراه متمثلًا
بصورة رجل أو غير متمثل، ويسمعه منه أو يعيه بقلبه. ووحي القرآن كلّه من هذا
القبيل، قال تعالى:(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ
الْمُنْذِرِينَ)[الشعراء:194]
الملاحظ على معدي مناهج
الثقافة الإسلامية في جامعتنا دفاعهم عن السنة النبوية ضد إنكار ما سموا بالقرآنين للسنة دفعهم إلى
جعل السنة في مرتبة واحدة من القرآن من حيث الوحي، وأنّ جبريل عليه السلام كان
ينزل بوحي السنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ينزل بالقرآن مستندين بذلك
على روايات موضوعة من قبل أحد القدريين، وهم بهذا يُثيرون الشكوك حول صحة القرآن،
وأزليته، وحفظه في اللوح المحفوظ طالما هو والسنة في مرتبة واحدة!!!
للحديث صلة.
Suhaila_hammad@hotmail.com
السنة في مرتبة القرآن في مناهج الثقافة الإسلامية في بعض جامعاتنا(1)
سهيلة زين العابدين حمّاد
نُشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة في
18/7/ 2020م
ما من شك فإنّ السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع في الإسلام، ولكن ما تواجهه من هجمات شرسة تُشكِّك في صحتها، حتى أنّ بعضهم استبعدوا السنة، واكتفوا بالقرآن، وهم مَنْ أُطلق عليهم القرآنيون، دفع بالعض دفاعًا عن السنة النبوية بجعلهم السنة النبوية في مرتبة القرآن الكريم،
الحلولية في بعض مناهج الثقافة الإسلامية في بعض جامعاتنا(3 )
الحلولية في بعض مناهج الثقافة الإسلامية في بعض جامعاتنا(2)
الحلولية في بعض مناهج الثقافة الإسلامية في بعض جامعاتنا(1)
الأقليات اليهودية في العالم العربي بين الحقائق التاريخية ومنظور صُنّاع مسلسل أم هارون)3
الأقليات اليهودية في العالم العربي بين الحقائق التاريخية ومنظور صُنّاع مسلسل أم هارون)2)
الأقليات اليهودية في العالم العربي بين الحقائق التاريخية ومنظور صُنّاع مسلسل أم هارون)1)
الصهيونية بين الحقائق التاريخية ومنظور صُنّاع مسلسل أم هارون(2)
الصهيونية بين الحقائق التاريخية ومنظور صنّاع مسلسل أم هارون(1)
مسلسل أم هارون!(3)
مسلسل أم هارون! (2)
مسلسل أم هارون! (1)
الدولة العثمانية في مناهجنا الدراسية
كي تستمر الجمعيات الخيرية في عطائها
شهادات تقديرية
المواضيع الأكثر قراءة
-
إلى خادم الحرميْن الشريفيْن بقلم / د. سهيلة زين العابدين حمّاد قال مؤسس هذه الدولة وال...
-
يا خادم الحرميْن الشريفيْن أهل الحرم النبوي الشريف يستصرخون " وا عبد الله" فهلّا لبيتم النداء! بقلم/ د. سهيلة زين العا...
-
ماذا عن اللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء؟(1) بالرغم من أنّ المرأة والطفل الحلقة الأضعف والأكثـر عُرضة للعنف والإيذاء نجد النظا...
-
أسماء أئمة المسجد النبوي في العهد السعودي مرتبة حسب الأقدم وفاةً والأحياء الأقدم ولادة (يوجد اسم والدي رحمه الله الإمام الحافظ الشيخ زين ا...
-
طاعة الزوجة للزوج"نظرة تصحيحية" ورقة عمل مقدمة من د. سهيلة زين العابدين حمَّاد عض...
روابط ذات صلة
- إتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة
- رابطة الأدب الإسلامي العالمية
- المركز الوطني للوثائق والمحفوظات
- وزارة الشؤون الإجتماعية بالمملكة العربية السعودية
- وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية
- وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية
- وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية
- وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية
- وزارة الداخلية السعودية
- الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج
- برنامج الأمان الأسري بالمملكة العربية السعودية
- هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية
- الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية
- تابعني علي تويتر
- تابعني علي الفيس بوك